الجمعة

نفسى 1


لماذا يحاول الجميع تغيير الآخرين؟ لماذا يجب أن نتحول جميعاً إلى أنماط متشابهة؟ لماذا لم أعد قادرة على حب الآخرين؟ لماذا لا يلتمس لى الجميع العذر؟ لماذا لم أعد سعيدة كالسابق؟ لماذا أصبحت أكثر صمتاً؟ لماذا أتحسر على نفسى؟ لماذا تخليت عن حسن الظن بالآخرين؟ لماذا يصبح الحب، فجأة، نقمة و ليس نعمة؟

أنا لست أنا. أشعر أن روحى ذهبت و أن عقلى تبخر و أن أحلامى أصبحت هشيماً تذروه الرياح. محتارة و مشوشة و أشعر أننى على درجة كبيرة من السوء لدرجة أننى لم أعد أتحمل نفسى. أكره تلك الأنا و أحاول ألا ألقى بالاً لها. تلك الأنا التى ستردينى إلى الهلاك المحتم إما فى الدنيا أو فى الآخرة. فقدت كل الأشياء الجميلة واحدة تلو الآخرى، كنت فزعة فى البداية ثم تملكنى اليأس و أحاطت بى الامبالاة. وفى النهاية لم أعد ألقى بالاً. لم أعد أهتم. هل أنا حقاً بهذا السوء؟ تعبت من الشكوى و لذت إلى الصمت، إتخذت منه بيتاً و مأوى. أصبحت قاسية القلب، بليدة الأحساس، كل هذا و لا أبالى. حتى الحب لم يعد يلين القلب و لا يطيب الجرح و لا يهدأ البال. سئمت ممن يحاولون تغيرى و إلغائى ووضعى على هامش الحياة، و سئمت التمرد أيضاُ. وسئمت الحرية و الكتب و الموسيقى و الألوان... سئمت الحياة برمتها. لم تعد الأشياء ذات طعم أو رائحة. أتوهم أشياء غريبة و أفكر فى أشياء أخرى لا معقولة.

أفكر: ماذا سأفعل بتلك النفس البالية؟

السبت

منفاى الكبير


يا ربِّ : إنَّ لكلِّ جُرْحٍ ساحلاً .. وأنا جراحاتي بغير سواحِلِ.. كلُّ المنافي لا تُبدِّدُ وحشَتي .. ما دامَ منفايَ الكبيرُ .. بداخلي ! "
(نزار قباني)

بدون عنوان

تقْضى الليل كله منتظرة. تلك الحالة التى تهلك النفس و البدن. حالةٌ أصابتها بالقلق و التوتر. يصبح الجسد كله على شفا حفرةٍ من الانهيار. يا لهذا الانتظار اللعين!! فكرت: أعرف تلك الأجواء الرمادية. حينما يحل القلق، يتقلص الوجه إلى درجة أقرب إلى الأنكماش. و تسأم الروح من كثرة الانتظار. فقط حين يُسمع الصوت. فتحل السكينة و يسمو الوجدان
و تتسآل: هل يعقل أن يمل الأنسان من كثرة الإهتمام؟
أشعر بنوعٍ جديد من الأهتمام. بى أنا فقط. لكنه أحيانا يبدولى كنوع من الحصار. نوع من التضييق و الخناق. لكنه الحصار اللذيذ و الخناق المحبب. ورغم ذلك: أجدنى أحثه على المزيد من هذا الأهتمام. أفسره فى أحيان أخرى بأنه نوع من الأحتواء: " يخاف على و يغار على و يهتم بى". لابد أن أقنع نفسى بهذا. لكن فى المقابل، أجده يتملص من إهتمامى به. لا يهتم بما أطلب منه كما أهتم بما يطلبه منى و يتحجج بالنسيان. لماذا لا أنسى أنا الأخرى؟ و اذا فعلت هذا- لا سمح الله- نتقلب الدنيا و يتهمنى بأنى لا أهتم به و لا أفعل ما يرضيه. لماذا كل شىء يدور حوله هو فقط ؟ و إذا عاتبته يرد بأننى لابد و أن آخذ الأمور ببساطة.
ما هذا الذى يحدث لها؟
لم أعد أملك نفسى و لا مشاعرى كالسابق. فقدت القدرة على التركيز و الرؤية. أصبحت أسيرة للوقت. أسيرة له. كنت أكره ذاك النوع من النساء الاتى يجعلن الرجل محور حياتهن.
أشعر أحيانا أنه يحبنى و أحيانا أخرى أننى ذلك القيد الذى لا مفر منه. يتجاهل عدة تفاصيل تسعدنى. تلك التفاصيل الصغيرة التى تشعرنى بكيانى و بأنى أهم شىء فى حياته. أهو تجاهل أم أنه لا يضعها فى اعتباره من الأساس؟ فأصاب بنوع غريب من الحزن. يتسلل إلى رغماً عنى. ويتمعن فى حياتى. ويقتادنى إلى أشياء لا أرغب فى الخوض فيها و إلى أماكن لا أرغب فى الدخول إليها. وكلما أردت أن أحدثه فى تلك التفاصيل. أجد نفسى أتراجع. لا أريد أن أخنقه. لا أريد أن أصبح ذلك القيد البغيض
فيما فَََكرتْ آخر الأمر؟
كنت كالبحيرة التى قذفت فيها أحجار كثيرة، فكدرت صفوها و تركت فيها دوائر لا حصر لها. لكن مع الغوص فى
أعماقها تجد فيها سكون كامل. فغصت فى أعماق نفسى على أجد السكينة و الهدوء. وطرحت القلق جانبًا. و قررت الأستمتاع. قررت ألا ألقى بالًا لما حدث. إن كان يستمتع فسأستمتع أنا الأخرى ولا أبالى. نعم، لا أبالى
هذا ما يردده على عقلى و يأبى ألا يقبله قلبى
وأخذت تردد وتردد وتردد
أحبك ملأ الوجود

الخميس

أفكر



أجلس على مقهى وحيدة. أشاهد الجموع تأتى و ترحل. كل منهمك فى عالمه. لم يعد أحد يشعر بالآخر. كل تقوقع فى ذاته. و سد على نفسه أى طريق للوصل. مازال الليل يتعافى من حرارة الشمس المهلكة. ومازال العباد يتوقون إلى إفاقة من حالة التوهان التى أصابتهم. كل يفكر فى اليوتوبيا الخاصة به. حيث العدل المطلق و الأنسانية و الأحلام المطلقة و الحريات
و أفكر أنا فى المصائب التى ابتليت بها البلاد والعباد. أفكر فى أن ما يحدث الآن فى بلادى لم يعد يثير الدهشة. أفكر فى العذابات التى تتزايد. وفى الفقر المدقع الذى وصلنا اليه. أفكر فيمن يحرر العبيد أمثالنا
هل ستنقشع الغمة قريبا؟
أفكر فى الأبدان المثقلة بالأحزان و بالأمراض أيضا. متى ستستيقظ الضمائر؟ وإلى متى ستظل الأفواه مكممة؟ متى تنتهى حالة الخرس الجماعى الأشبه بالوباء؟ هل من سبيل لأستعادة انسانيتنا المفقودة على عتابات الذل و الهوان؟ إلى متى سنظل شياطين خرساء ساكتة عن الحق؟ أين المخلصون للقيم و المبادىء فى هذا الوطن؟ وما كل هذا الظلم و القهر؟ كيف الخلاص مما حل بنا و أثقل كاهلنا؟ ومتى سنقتص من تلك الفئة التى تسعى فى الأرض فسادا ومن هؤلاء الذين يقتلون بدم بارد؟ كيف تنام ضمائرنا هكذا على ما يحدث من تعذيب و تنكيل و اهانة و قهر و فساد و ذل و ظلم؟ وماذا نحن فاعلون ازاء من يقضون على الآدمية التى كرمنا الله سبحانه و تعالى بها؟
ترى ماذا سيقول هؤلاء أمام الله؟ أم يحسبون أنهم مخلدون فى الأرض؟ وكيف سنتحمل نحن حساب الله على صمتنا الفاجر المشين؟ ما مصير الشرفاء فى هذا الوطن؟ أن يقتلوا؟ أن يعذبوا؟ أن يشردوا؟
أين القلوب الرحيمة؟
لما اختفت الضحكات والبسمات؟
لما أصبحت الوجوه مكرمشة؟
لما ضاع السلام و اختفت الطمأنينة؟
من سيجبر تلك القلوب المنكسرة؟

متى تحين ثورة العبيد- شعب مصر أذله الله بعد عز، بما كسبت يداه ؟ متى سترفع مصر رأسها من جديد؟
هل سنكتفى بدور المتفرج؟ هل سنظل كلابا مربوطة فى سلاسل تجرها الأسياد؟ هل سنظل إلى الأبد عرائس ماريونت يحركها الأخرون و لا تملك من أمرها شيئا؟
إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم

الاثنين

نفسى القديمة


أفكر فجأة: لماذا وصلت إلى هذة الدرجة من الكآبة ولماذا يجب أن يطلع عليها الجميع؟ لماذا أحمل الجميع همومى التى تبدو بالنسبة لآخرين تافهة؟ تنتابنى مشاعر مختلفة: غربة. دهشة. وشىء من الامبالاة. ما فائدة أن يطلع الجميع على فتات قلبى و انكسار وجدانى؟ فى أحيان كثيرة لا أفهم نفسى. أحاول جاهدة و لا أفلح. لماذا أحمل نفسى ما لا تطيقه؟ وأفكر أنى لم أكن كذلك. لم أكن تلك الفتاة الكئيبة، ثقيلة الظل، شاردة الذهن، مكسورة الفؤاد. أين اختفت نفسى القديمة؟ أعتقد أنها تفتت إلى صخور متناثرة على شط الأحزان. كل ما أومن به ينهار. أنا بكل ما أملك من معتقدات ومبادىء أنهار. أجد كل شىء متناقضا. أشعر أننى من كوكب آخر. و لا أزال أدافع عن تلك الأشياء و أزود عنها بكل بسالة لكن قريبا ستنهار مقاومتى. وتسقط نفسى ومعتقداتى و مبادئى ويذوب جسدى و يتبخر و يصبح جزءا من العوالق التى ضجت بها السماء. تذكرنى نفسى بأيام زمان. تدفعنى بالذهاب إلى أماكن محفورة فى الوجدان. لأستعيد و لو جزءا صغيرا من نفسى القديمة. أحاول الرجوع إلى طفولتى. أتذكر كل تلك البراءة والشفافية والقلب الخالى من الوجع و العقل الخالى من الأوهام. أتذكر الأندفاع، التحرر، صد أى قيود. أتذكر الثورة على القوالب.من بعيد أرى تلك الفتاة الناضجة المتشبثة بأذيال الطفولة. مستقرة فى عملى. أصبح حلمى يتحقق شيئا فشيئا. وعن كثب أستمع إلى نداءات نفسى بالبحث عن الحب الصادق ، أبحث عن ذلك الرجل الذى يغمرنى بالحب و الحنان و التفاهم. أبحث عمن يبعث قلبى من الموات فيزيل همى ويعلن عن بدء عصر جديد من الأفراح . أعرف أننى لابد أن أفيق.أن أبذل مجهودا مضاعف. أنتقل من خانة الكآبة إلى خانة السعادة. أقوم بثورة على نفسى الحالية. طالت جلستى أمام المرآة وقد اتضحت لى الصورة بالكامل. ألتمست العذر لها. انعكست عليها كل همومى. ولكنى حينما أمعنت النظر. وجدت أنها غسلت روحى ونقت وجدانى
تلك اللوحة الرائعة للفنان التشكيلى التونسى حسين مصدق

الجمعة

سلمى بماذا تفكرين؟

سلمى أختى الحبيبة لا أجد كلاما أكثر حلاوة و رقة من تلك السطور البديعة أهديها اليك يا أجمل البنات
السحــــــب تركض في الفضاء الرحب ركض الخائفين
والشمــــــــــــــــــس تـــــــــــبـــــــدو خلفها صفراء عاصبة الجبين
والبحـــــــــــــــــــــر ساجٍ صامـــــــــــــــــتٌ فيه خشوع الزاهدين
لكنما عـــــــــيناك باهتتان في الأفـــــــــــــــــــــق البعـــــــــــــيد
سلمى ...بماذا تفكرين؟
سلمى ...بماذا تحلميـــــــن؟
أرأيت أحلام الطفــــــــــــــــــــولة تختفي خلف التخوم؟
أم أبصرتْ عيناك أشــــــــــــــــباح الكهولة في الغيوم؟
أم خفتْ أن يأتي الدُّجى الجـــــــــــاني ولا تأتي النجوم؟
أنا لا أرى ما تلمـــــــــحـــــــــــــــــــــين من المــشــــاهد إنما
أظلالـــــها في ناظريك تنم ، يا ســـلمى ، عليك
إني أراك كســــــــــــــــــائحٍ في القفر ضل عن الطريق
يرجو صديقاً في الفـــــــــــلاة ، وأين في القفر الصديق
يهوى البروق وضــــــــوءها ، ويـــــــــــــخاف تخدعهُ البروق
بــــلْ أنت أعظم حـــــــــــــــــيرة من فــــــارسٍ تحت القتام
لا يستطيع الانتــــصارولا يطيق الانــــــكسار
هــــــذي الهواجـــــــس لم تكن مرســــــــومة في مقلتيك
فلقـــــد رأيـــتـــك في الضــــحى ورأيته في وجـــــنتيك
لكن وجــــــدتُك في المساء وضـــــعت رأسك في يديك
وجـــــــلست في عــــــينيك ألغازٌ ، وفي النفــس اكتئاب
مــــثل اكتئاب العاشقين
ســلمى ...بماذا تفكرين
بالأرض كيف هـــــــوت عروش النور عن هضباتها؟
أم بالمـــــــــروج الخُضرِ ســــــاد الصمت في جنباتها؟
أم بالعــــــصـــــافــــــــــــير التي تعـــــدو إلى وكناتها؟
أم بالمـــــــسا؟ إن المســــــــــــــا يخفي المدائن كالقرى
والكوخ كالقصر المكين
ْوالشـوكُ مــــــــــــــــــــــثلُ الياسمين
لا فــــــــرقعــــــــــند الليل بين النهــــــــــر والمستنقع
يخفي ابتسامات الطـــــــــــــــروب كأدمع المـــــــتوجعِإن
الجـــــــــمالَ يغـــــــيبُ مـــــــــــــــــثل القبح تحت البرقع
ِلكن لماذا تجـزعـــين على النهار وللدجى أحـــــــــــلامه ورغائبه
وســـــــماؤُهُ وكواكبهْ؟

إن كان قد ســــــــــــــــــتر البلاد سهـــــولها ووعورها
لم يسلـــــــــــــب الزهر الأريج ولا المياه خـــــــريرها
كلا ، ولا منعَ النســــــــــــــــــــائم في الفضاءِ مسيرُهَا
ما زال في الــــوَرَقِ الحفــــيفُ وفي الصَّبَا أنفــــــاسُها
والعــــــــندليب صداحُه
لا ظفـــــــــــرُهُ وجناحهُ

فاصغي إلى صـــــــــوت الجداول جارياتٍ في السفوح
واســــــتنشـــــــــقي الأزهار في الجنات مادامت تفوح
وتمتعي بالشــــــــــــــهـــــب في الأفلاك مادامتْ تلوح
من قــــــبل أن يأتي زمان كالضـــــــــــــباب أو الدخان
لا تبصرين به الغــدير ولا يلـــــــذُّ لك الخريرْ

مـــات النهار ابن الصباح فلا تقـــــــــــــــولي كيف مات
إن التــــــــــــــــأمل في الحــــــــــياة يزيد إيمـــــــــــــان الفتاة
فدعي الكآبة والأسى واســـــــــــــــــترجعي مرح الفتاة
ْقد كان وجهك في الضحى مثل الضحى متهـــــــــــــللا
ًفيه البشـــــاشة والبهاءْ
ليكن كــذلك في المساءْ
إليا أبو ماضى

الثلاثاء

خرشوف


زوجة شابة. تستيقظ مبكرا. لا تريد أن توقظه. تتوق إلى قضاء بعض الوقت وحيدة. تنظر فى المرآة الباهتة. بها شرخ خفيف. يظهر وجهها منبعجا. تدخل البلكونة. نسيم الصباح الطازج. تستنشق قدر المستطاع. الليل لازال يصارع النهار فتظهر خطوط حمراء خفيفة ممزوجة بالزرقة المدهشة. زقزقات العصافير. تعلن عن بداية يوم جديد. لكنه يوم ككل يوم. لا فارق. يجلس على الكنبة. يتأملها من بعيد. ثم ينادى عليها و يبتسم: صباح الخير. ترد عليه. تمضى فترة من الصمت الجليل. يحاول كل منهم قول أى شىء. ثم تنشغل بالأعمال المنزلية. يتجول فى المنزل بلا هدف. اليوم اجازة. يدخل لينام مرة أخرى. يستيقظ. يسألها إن كان أحد سأل عنه وهو نائم. لم يتصل أحد. تسأله ماذا يريد أن يأكل. أى شىء. يرد بشىء من الامبالاة. تحضر أى شىء. وضعت الطعام على السفرة. تنادى عليه. ينظر إلى الطعام
يقول: ما هذا؟ أنا لا أحب الخرشوف
تقول: أنت تفعل هذا كل مرة
ينظر لها بدهشة
تقول: أنا مش سألتك عايز تاكل ايه ورديت وقلت أى حاجة. فأنا عملت أى حاجة
يطرق. يشعل سيجارة. يقوم من على السفرة. لم يأكل شيئا. تلعب فى خصلات شعرها بنوع من العصبية. لم تأكل هى الأخرى. يقول بأن كلامه لم يكن نوعا من الغضب أو أنه يريد مضايقتها لكن لأن الحقيقة هى أنه لا يحب فعلا الخرشوف
قالت: لكن أنت قلت أى حاجة
قال: كان ممكن تسألينى أكله ولا لأ

تنسحب بهدوء. حاولت أن تكون هادئة هذة المرة. نجحت. لا تريد أن تفقد أثر الصباح. انسدل شعرها الناعم متحررا على كتفها. نظرت اليه ثم استدرات. فى عينها دموع حبيسة. الظلمة ستحل قريبا. فى الظلمة تتراءى للعين أشياء لا يراها فى النهار شديد الوضوح. ورغم مفعول الصباح الباهر تراكم الأسى، كومة فوق الأخرى. تجلس على الكنبة. تسترخى قليلا. تمسح دمعات هربت وتسللت من عينيها.يمر بعض الوقت. يجلس بجانبها. يحاول أن يلمس خصلات شعرها. يتراجع. يضع رأسه على كتفها. يسمع دقات قلبها. يغوص فى صوتها الانهائى. يتطلع إليها بشىء من الندم. ثم يختفى فى حضنها الدافىء

الاثنين

دروشة

زهور أمام صورة الكوري المقتول

الخوف يتملك عائلات وأقارب المختطفين الكوريين الجنوبيين في أفغانستان

لا تعليق

مشهد 1
يفتح التليفزيون. تطالعه بعض الوجوه الخائفة المتعبة. عيون ضيقة. أفواه تطلق استغاثات. مختطفون. مأساة حقيقية. وملثمون يقال أنهم مسلمون (هل هم حقا؟) . يحملون أسلحة، مسدسات و رشاشات يصوبونها نحو مجموعة. رجال و نساء وقعوا فى براثن الأختطاف ومستنقع الجهل. والسلطات هناك اما توافق هذة الحركة البعيدة كل البعد عن قيم الاسلام وتفرج عن معتقليهم فتكثر الاختطافات أو أنها ترفض فيتعرضون للقتل.
نساء تبكى ورجال كسرهم الألم
مشهد 2
يطل الرجل مشدوها مأخوذا للحظات. يتنقل بين القنوات. نفس الخبر. نفس الوجوه. نفس العيون المنكسرة والملثمون ذاتهم. هؤلاء الذين يعلنون أنهم يحملون راية الجهاد الزائفة المقنعة بالمصالح ويقنعون أنفسهم بأنهم لازالوا على درب الأولين. نفس الاستغاثات و نفس النداءات. ووفود تروح وتجىء. ودول تتوسط. و تمر الأيام. وتختفى نقطة النور. يفتح الثلاجة. يأخذ جرعات كبيرة من المياه. يتأثر بتلك المشاهد. يفكرفيما سيفعل ازاء هذا الوضع. يتطلع إلى قرص الشمس الدامى. وقت الغروب. صراع النهاروالليل. دون منتصر. والسحب مخضبة بلون أحمر قانى مع مزيج من ألوان أخرى. اللون الأحمر يطغى على كل شىء. شاشة التليفزيون والسماء. يغلق الجهاز و يتمدد قليلا

مشهد 3
يفتح التليفزيون مرة أخرى. نفس الأخبار. يهرب من الخبر المؤلم. لكن لا مفر. يتجول بين القنوات الأخرى. وماذا سأفعل لهؤلاء المختطفين؟ أنا لا أملك من الأمر شيئ. أنا نكرة فى بلادى. مهمش. مغيب. ذليل. كفرنى الجوع والفقر. يفكر: بعض الترفيه لا يضر. كفانا وخز ضمير. هل يقتنع العالم بأن ما يحدث ليس من أخلاق الأسلام؟
قناة أخرى. لمزيد من التغييب ولمزيد من قتل الضمير بنداءاته السخفية، المثيرة للشفقة. قتل الذات والروح. قناة تصيب بحالة من حالات الدروشة. يظهر على الشاشة بعض الفتيات. يتمايلن بشكل غريب. كالناس فى الموالد. يترنحون يمينا و شمالا داخل حلقة الحضرة. ومازال الجميع يتطوح.. حتى الاغماء
(ما يحدث الآن يستحق منا بعض التحرك كما فعلنا وقت اساءة الدنمارك لسيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم)

الثلاثاء

كأس أسيا عراقيا







عيون مترقبة. تتابع بشغف. تناسوا للحظات اختلافاتهم و انتماءاتهم الطائفية. وحدت الرياضة الجميع. ترى كل هذا فى احتفال الأشقاء فى شوارع القاهرة. ليت الخط السياسى يكون أكثر وضوحا و شفافية كالجانب الرياضى. عمت الفرحة جميع أرجاء العراق. جاءت الأنباء هذة المرة مختلفة تشوبها الكثير من الفرحة و القليل جدا من الأسى على عكس أخبار كل يوم. هجمات تحصد المئات وسط صمت دولى و عربى مخيف. فى ذلك اليوم لا جرحى و لا قتلى و لا ارهاب فقط فوز و فرح. أضفت الرياضة البسمة على شفاة الجميع و أجواء الاحتفالات غمرت المكان، رغم استمرار مسلسل القتل اليومى والانفلات الأمنى. الرياضة فقط جمعت العراقيين وهو ما يعطينا الأمل بأتحاد الجميع رغم الصعاب ورغم الاحتلال الذى بات جرحا مفتوحا فى خاصرة الشعب العراقى. لكن مازالوا شعبا له ارادة حياة

الاثنين

فى دايرة الرحلة


تمر علينا السنون. الواحد تلو الأخرى. كل شىء يمر سريعا. ونحن لا نلاحق هذا التتابع السريع. أفكر فيما فعلت فى حياتى. خمس وعشرون عاما قضيتها فى هذة الدنيا و لا أعرف اذا ما أبليت البلاء الحسن أم لا. أسأل نفسى أحيانا: من أين جئت بكل هذة الجرأة؟ لم أكن أتحلى بها فى السابق. فنحن العابرون مع العمر ومع الزمن نكتسب أشياء جديدة لم نكن أبدا نتصور أننا سنقوم بها. أفكر: أين الأنسان الآن فى تلك السنوات الغبراء؟ ضاع كل شىء. الهدوء. السكينة. الانسانية. الوصل الذى حلمنا دوما بأن يكون. نعيش فى مدينة الظلام و الظمأ والصخب. تضمنا ضمة قاسية مخيفة كضمة القبر المظلم. أتذكرأصوات أعجز عن نسيان انكسارها و أصوات هاجرت و تركت كل شىء ورائها و نسيت بمرور الزمن. و الحب الصادق الذى لا قيمة له. و أخطاءى و خسائرى. ولحظات السعادة التى تركت خطوطا شبه واضحة فى خريطة عمرى. و اللحظات الجميلة التى مرت على. لحظات توقف فيها الزمن و أصبح الكون بأسره ملكى. لماذا أتوق الآن إلى تلك اللحظات الدافئة؟ وحلمى الدائم أن أرى نصفى الآخر. إلى متى سأظل هكذا أبحث عن التغيير و أجده و لا أرغب فيه؟ إلى متى سأظل أتجاهل هذا الصوت النقى الواضح النابع من أعماقى؟
أتذكر لحظة انكسارى و بكاء نفسى البائسة. هذا البكاء الخفى العميق. أتذكر أناس تركوا بصمات فى حياتى و آخرون مروا مرور الكرام. السفر. الأصوات الدافئة. الموسيقى الندية. صديقتى التونسية. الوجوه. جيرانى. جلساتنا المليئة بالبهجة والحب والتى تقبع الان فى متحف الذكريات. التطلع إلى الحرية. المدينة المغايرة. الوحدة المنشودة. التخوم التى تفصل بيننا. عداء الأشقاء. وتحالف الاعداء. لحظات الألم و بلوغ الأسى ذروته. أتذكر مرض والدى. المستشفى. سرير المرض. حجرة العناية المركزة. تلك الحجرة الباردة. ومشاهد مليئة بالدموع. كل هذا مررت به. ولا زالت تحفر الذكريات جزءا كبيرا فى نفسى و تكوينى. تركت أثار غائرة، مؤلمة. أنظر إلى المرآة المهشمة فيظهر وجهى نصفان لا اعرف لأى نصف أنتمى أو أى نصف ينتمى إلى. وبدت ملامحى مشوهة و مبعثرة. أصيب وجهى بالشتات و الفرقة كالتى ابتلى بها البعض. يلملمون أجزاءهم المبعثرة علهم يحظون ببعض الأمان. علهم يصلون مدينتهم. قبرهم الكبير. بيوتهم المصمتة المنكسرة
الآن وضعت يدى على موضع الألم:

الحب.. الشقاء.. الانكسار

قلبى المعطوب و أحلامى التائهة

والحرية المنشودة المفقودة


والمجد للمجانين فى هذا العالم البليد- الفاجومى

الجمعة

التقاء و انفصال

التقاء و انفصال
قرب و بعد
وأخيرا أصبحنا كائنا واحد
لكن
من جديد
تباعدنا و تناثرنا
فوق صفحة الماء
ثم
غشينا الموج إلى الأبد
***
نهرب من الاختناق
نبحث عن الهواء
عن نوافذ مفتوحة
عن عوالم مختلفة
عن أماكن نجدد فيها الحياة البائسة
لكن
يخنقنا هواء الوطن
وتخنقنا الغربة
وتزيد بيننا المسافات و المساحات
ولا سبيل الى الخلاص
***

موت يومى أو جنون يومى
لا يهم
رائحة الألم تطغى على المكان
تزكم الأنوف
وتوهن الأبدان
المطعونة بالأسى
وبالغربة
داخل الوطن وخارجه
هل حقا ضاقت بنا الأماكن؟
هل أعيتنا الوحدة؟
***

أيها الكائن الرقيق
فى هذا العالم الموحش
المقفر
هل من سبيل لأنعاش القلوب الميتة؟
هل من وسيلة للقضاء على فتور الروح؟
هل لك بتغيير مسارى؟
أتوق الى قطرات المطر
أتوق إلى ضمة المجهول
***

آآه
الأنسان
يا لحظه العاثر
مطحون فى هذة المدينة القاسية
فهو مجرد خيال
فى هيئة انسان
يزحف فى أعماق الليل
وتزداد الحياة غموضا
وتعقيدا
وتموت فينا الأشياء
الواحدة تلو الأخرى
ليولد شىء آخر
(أى شىء بالتحديد؟)
أصبحنا كسلع معدة للبيع
بأبخس الأثمان
أصبحنا أشياء جامدة
خامدة.. واهنة
والبلاد تحتفل
رغم كل هذا
بميلاد الزعيم
وبحكمة الزعيم
أنظر اليهم
وأقول
من أين أتت تلك الكائنات الغريبة؟
اللوحة من أعمال الفنان التشكيلى الرائع: عاطف زرمبه

كراهية الذات

أتحدث مع أناس فأجدهم يكرهون أنفسهم إلى حد مثير للشفقة. هذا يكره شكله وتلك تكره جسدها. والكل يتحدث على نفس الوتيرة. كراهية الذات تحتل الجزء الأكبر من حياة بعضنا. ما أسباب كراهية الذات إلى هذا الحد؟ كنا نتجول أنا وصديقة لى. هذة الفتاة تكره جسدها لعدم تناسقه. رأيت الكثير ممن يسخرون منها ويسمعونها أبشع الألفاظ. علة أخرى من العلل التى أصابت المجتمع. أضيفوها إلى انحدار الأخلاق و اختلال الموازين وتبدل النفوس وتفشى الحقد والكراهية وحالة الموات التى أصابت الضمائر والخرس الجماعى الذى أصاب الأغلبية وشبة الاتفاق فيما بينهم على الخنوع والخضوع وقبول الذل والمهانة.
العنصرية
فى يوم ركبت المترو لأذهب إلى التحرير ودخل معى بنات صغار ذوات البشرة السمراء. كن يتحدثن عربية غريبة. نظرت إليهن و ابتسمت. ابتسمن لى. وفجأة ظهرت سيدة من العدم تسخر منهن ومن لون بشرتهن مع أنها لم تكن فاتحة البشرة. وظلت تسخر من فقر بلادهن و أنهن بلا أوطان وبلا أموال والغريب أنها قالت لهن: أنتن تركتن بلادكن هربا من الجفاف والأمراض والفقر. أتسآل: أين نحن من كل هذا؟ تتكلم عن بلدهن كأن مصر سلمت من كل هذا. لا فقر (أربعون فى المائة أو أكثر تحت خط الفقر) ولا جفاف (متناسية ثورة العطاشى و الغلابة الذين يشربون مياه مختلطة بالصرف الصحى ان وجدت ومياه مقطوعة منذ سنين) و لا مرض (عندنا بؤر لمرض السل و أنفلونزا الطيور وفيروس سى وأمراض القلب و الضغط والسكر). والغريب أننا ندين بدين الأسلام الذى منذ بدايته لم يعرف الغلظة والاستكبارولم يعرف حرب الأجناس ولا تعصبات الأعراق وأخبرنا فيه النبى الحبيب-صلى الله عليه وسلم- بأن أهل الشرق لا يتفضلون على أهل الغرب، فالعربي لا يتفضل على الأعجمي، والأعجمي لا يتفضل على العربي إلا بالعمل الصالح والتقوى: "يا أيها الناس ألا ‏إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على أعجمي، ولا ‏لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى، أبلّغت؟ قالوا: بلّغ رسول الله ‏‏صلى الله عليه وسلم". يتناسى الناس المساواة المطلقة بين البشر دون تفرقة أو عنصرية أو تمييز
حادثة أخرى تبغض العنصرية فى النفوس عندما كان أحد الصحابة يسخر من آخر وعايره بدقة أرجله فقال له الرسول: (والله ان هاتين الساقين اثقل عند الله من جبل احد) والله ان فيك شيئا من الجاهلية. وشعر الصحابى بفداحة فعلته. هل نحس نحن بفداحة أفعالنا؟ أم أن العقد التى تمارس علينا وتشعرنا بالدنو والحقارة عندما نسافر إلى أى مكان تجعلنا نتوق إلى جعل الآخرين يدفعون الثمن مثلنا؟
مواقف كثيرة حدثت أمامى و أخرى يحكيها الناس. عنصرية بذيئة تجاه أشقاء لنا من نفس القارة. أم تناسينا ما حدث للاجئين السودانيين الذين تجمهروا فى شارع جامعة الدول العربية من ضرب واعتداء وسحل وطرد. كانت حادثة مخزية بكل المقاييس. لا أعرف من أين جئنا بهذة النعرة الكاذبة وبهذا الاحساس بالعلو والاختلاف رغم ما نعانيه من عبودية بشكل من الأشكال. هذا يشبه تماما رجل يعانى الأمرين وتمارس ضده جميع أشكال التنكيل و التحقير و الأهانة والذل. وعندما يرجع إلى بيته يفعل الأشياء ذاتها مع أهله فقط لكى يشعر بأن رجولته لم تضع و أن كرامته لم تسحق
أقول لمن يعتقدون بالقبح فى أجسادهم أو أشكالهم: أنكم خلقة الله تعالى. صوركم فى أحسن صورة. وأن من يسخر منكم هو فعليا يسخر من خلقة الله لكم. ومن منا لا يبتلى فى هذة الحياة الدنيا؟ لما لا تكفوا جميعا عن سحق ذاتكم؟ لما لا تخففون من وطأة كراهيتكم لأنفسكم علكم تحظون ببعض من السلام والسكينة والرضا؟
ماذا يحدث لنا؟ ماذا يحدث لمجتمعنا؟ بدأت أشعر أن ما يحدث هو جزء وليس كل ما نستحق

إن الإسلام -كالعِلم- لا وطن له، فلا عنصر يحتكره، ولا أرض تحدّه، فوطنه الفسيح هو العقل الحر، والقلب الإنساني الكريم؛ لذا كانت الدعوة الجديدة رحمة جديدة تغمر الأرض كلها، وليست إرهابًا نازلاً من السماء

الاثنين

أستاذتى .. أراك فى الحياة الأخرى

ارتدت نفسى السواد حزنا على فقدانها فور سماع الخبر الأليم. أحسست بألم ووحشة الفراق. مصاب كبير وفادح. ذهبتى عنا هكذا دون رجعة. د. سهير، لطالما ملأ وجودك وحضورك الطاغى قاعة المحاضرات بجامعة القاهرة- قبل أن تحصلى على الدكتوراه كنت تدرسين وقتها هناك قبل جامعة حلوان- قسم اللغة الأسبانية بهجة. صنعت هالة المجد بأجتهادك وتفانيك وتعاطفك معنا نحن الطلبة. كان شرحك خاليا من التعقيد وكان تعاملك معنا خاليا من عجرفة الدكاترة وأساتذة الجامعات. تبسطين لنا الأشياء وتنزلين إلى عقول الطلاب. أحببت المسرح- المادة التى كنت تدرسينها- بكل تياراته و أساليبه و كتابه. كنا نحلق فى عالم المسرح معك، نتخيل شخوصه بكل ما فيها من تعقيدات وتداخلات وصراعات. مسرح القرن السادس و السابع و الثامن عشر. كانت أيام رائعة حقا. وها نحن نطل من نافذة الحنين نبحث عنك فلا نجد إلا أثرك العميق و سمتك الحسن. د. سهير، لقد حولتى مادة ضخمة معقدة إلى واحدة من أمتع المواد التى درسناها على مدار أربع سنوات. كان تشجيعك إيانا نبراسا ينير لنا الظلمات ويحل لنا جميع العقد. لطالما ساعدتينا فى انتقاء الكتب والمراجع وتعطين لنا إرشادات تسهل عمل البحث المطلوب منا. ذهبت إليك فى يوم و شكوت لكى حيرتى. كان عقلى متوقف و لم أستطع اختيار المسرحية موضوع البحث. ساعدتينى كثيرا. لم أجد منك إلا كل ترحيب. والله لا أقول هذا من باب المجاملة أو من باب اذكروا محاسن موتاكم و إنما أذكر هنا الحقيقة المجردة. عندما رأيتك للمرة الأخيرة قبل انتهاء العام الدراسى سألتى عن أحوالى وعن البحث. كنت أنت وقتها على وشك نيل الدكتوراة. ودعوتنى لحضور المناقشة. عذبك رئيس القسم فى ذلك الوقت كثيرا وأرهقك على غير المعتاد بالأسئلة المجحفة أحيانا. كان يتصيد لك الأخطاء رغم معرفة الجميع أن أى رسالة دكتوراه لا تخلو من الأخطاء مهما فعل الباحث والمشرف. وأعطوكى ساعتها درجة الدكتوراه بتقدير جيد جدا وليس بتقدير امتياز. كانت نظراتك مليئة ببعض الحزن. ولكن لا يهم. هنأك الجميع رغم ذلك. ولما دخلنا الأمتحان وجدنا أسئلة رائعة تعمل العقل وتدفع الأنسان إلى التفكير فى اجابة مناسبة لا إلى التسميع كما تعودنا. وحصلت معظم الدفعة على درجات رائعة فى البحث رغم معرفتك بتقصيرنا. ومضينا بعد ذلك فى طريق النجاح
نامى الآن فى هدوء
بعدما سكن جسدك الألم
ومزقته المعاناة
نامى يا زهرة الشباب
وقد ورى جسدك الطيب الثرى
وانعمى بكامل العفو والغفران الألهى
وألهم الله أسرتك و أحبابك الصبر و السلوان
والتماسك فى هذة الأوقات الصعبة
وألهمنا الصبر على فراقك يا سها
كما كان يلقبك المقربون
ونسأل الله لك العفو والغفران والتثبيت
وقبر مفروش من فراش الجنة
وأسكنك فسيح جناته
الفاتحة
آمين
وداعا دكتورة سهير عصفور ونراك قريبا
وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

الجمعة

حصار الأعداء أهون أحيانا من عذاب الأشقاء

أبدان منهكة
وأجساد منزوية
وعيون تتطلع إلى أعلى
بحدقاتها المنطفئة
وبآمالها المنسحقة
عالقون فى معبر
يكتوون بنار الأشقاء
قبل الأعداء
ينهشونهم بأظافرهم
ويسحقونهم بقبضاتهم
والناس فى سبات عميق
أو يتذكرون أخر أيام التمرد
ويكتمون صرخات أجسادهم ونداءات ضمائرهم
***
أشباه بشر
واقفون على حافة الضياع
وقد انفرط عقد حياتهم
وآخرون داخل وطنهم
يشهرون الأسلحة
على عظام من تبقى منهم
ويدوسون على جماجمهم
وتنطلق أبواق النفاق
هنا وهناك
تنادى بالأنسانية للأنسان
أى غيبوبة هذة؟
***
ها هم من جديد منتهكون
محتجزون
من أشقاء مزعومين
وقد اتقدت الثورة الكامنة داخلهم
أن لا تخاذل
أن لا تراجع
رافعين الصوت
"تسمعه صراخ أحيانا"
وحشود الأمل تتراص
قاذفة طلقاتها فى الهواء
من أجل حلم الحرية اللذيذ
حتى لو قابلناهم- نحن الأشقاء- بالصمت المشين
"حقا تحدث أشياء يندى لها الجبين وتشيب لها الولدان"
***
والآن
عيون لا تبصر
وخيوط دم ترسم على الأرض
رمز السلام
"بعيد المنال أحيانا"
ورغم ذلك
حانت ساعة المواجهة
***
عالقون فى معبر رفح. تدهورت أحوالهم وأصحبت أوضاعهم الصحية والنفسية مزرية. وكشر الموت عن أنيابه الحادة مستعدا لإلتهام البعض منهم. ففى النهاية لا أحد يهتم ولا أحد يعبأ بهم. تلك واحدة من الأشياء التى يندى لها الجبين.مضطهدون داخل أوطانهم. يصطلون بنار الأشقاء - اذا كنا حقا كذلك- قبل الأعداءوتصريحات هنا وهناك تناشد بفك الحصار عنهم وأخرى من أجل فتح المعبر. ظروف معيشية صعبة و أوضاع مأساوية على الحدود المصرية الفلسطينية. وجميع الأبواب موصدة أمامهم. فكيف لحكومة تستعبد شعبا - قهر وتنكيل وقتل للحريات- وتتخذ منه أسرى أن تتحرك سريعا من أجل فتح معبر أو أن تلقى بالا لهؤلاء العالقين "هم بالأحرى محتجزين" على الحدود؟

أى مواثيق دولية وإنسانية؟ أى أمم متحدة؟ وأى منظمات حقوق إنسان؟ هل من مكان للأنسان فى هذا الزمن، فى هذا العالم القذر؟

كيف لنظام يعذب ويقهر شعبه ويتعاون مع الأعداء بأن تأخذه الرحمة والشفقة بهؤلاء المعذبين داخل وطنهم وخارجه؟ كيف لنظام بهذة الصلافة والبلطجة والقسوة والنفاق بأن يلتفت لهؤلاء ضحايا الصمت العربى الفاجر؟
لقد صم الجميع آذانهم عن نداءات ضمائرهم . تلك النداءات التى تشبه الصراخ داعية إياهم أن أفيقوا من سباتكم و انهضوا و ساندوا الحق وازهقوا الباطل. هل من مجيب؟ لا شىء سوى الصمت المشين. لكن ما حدث فى الآونة الأخيرة من انشقاق وتصارع بين أبناء الوطن الواحد على جزء صغير جدا من الوطن الكبير المغتصب منذ خمسين عاما كأنهم مجموعة من فاقدى العقل والأدراك لهو شىء مهين حقا يترك فى النفس قليل من الشفقة وكثير من الغضب، حيث الابتعاد عن الهدف الرئيسى الذى من أجله ضحى الكثير منهم
شىء آخر يثير الحنق ، هذا الرجل العجيب "أبو مازن" ذلك الرئيس الذى يتمسح على العتبات الامريكية. ها هو يتذلل لهم من أجل ماذا؟ ضمان البقاء على الكرسى. يا لهذا الكرسى اللعين. ها هو يقبل الأيادى ويقدم فروض الولاء والطاعة لينال بركة الصهاينة - ألا لعنة الله عليهم. هو يعرف ذلك وكلنا يعرف ذلك. ربما يصيب كرسى السلطة ببعض من الغفلة المتعمدة والرخاوة والكذب على النفس والمداهنة رغم جلاء الحقيقة. ها هو يلف العالم فقط لكى يكسر شوكة حماس ويقلب الدنيا عليهم ويضيق عليهم الأرض بما رحبت. أى صفاقة وأى عبث؟

فقط أرجعوهم إلى وطنهم

"كل ما أنشده هوالعدل. كل ما أريده ألا تهان كرامتى ولا تنتهك حريتى و لا يستباح عرضى و لا أفقد إنسانيتى- التى كرمنا الله به جميعا- أأطلب الكثير؟ وهل مازالت هناك ضمائر؟ هل هناك أشخاص أسوياء حتى الآن؟ وهل هناك فرصة لثورة؟ ربما

السبت

مساحة للتنفس

أمشى فى أرجاء العاصمة. أبحث عن هواء نقى. ولا أجد إلا هواء الوطن العطن. وتتراءى لى بقع القذارة على صفحة السماء الصافية . بحثت عن أى شىء جديد. فلم أجد. نفس الجنون. نفس العبث. عاصمة أصبحت ساحة للفوضى والأسرى. أرجلى أصبحت متيبسة من كثرة المشى وعقلى بات مهموما. أى كائنات صرنا؟ لما أصبحت القذارة مطمورة بداخل نفوسنا؟ لم أحصل على جرعة هواء نقية منذ أن قررت المشى. أفكر فى أن حياتنا أصبحت مجرد قصاصات اوراق مبعثرة. وتناثر العمرفى هذا الزحام. وأصبح كل شىء مغلف بالتعاسة. حتى الهواء أصبح محمل بذرات الحزن المتراكمة بما يشبه التلوث. كل هذا يوقظ داخلى احساس بأن الأمل قد انتهى وان الروح قد غاصت إلى الأبد فى جب التعاسة العميقة
لم يخرجنى من هذة الأفكار إلا رائحة الهواء المحملة بالغبار والدخان والهاموش. أود لو أفقد حاسة الشم إلى الأبد. أتذكر عندما سافرت إلى أسبانيا. حيث الهدوء النسبى والانعتاق من دوامة الحياة المملة والخفة الغيرمعهودة للجسد. أخذ دفعات من الهواء النقى. أغسل بها رئتاى و أتأمل نوعا أخر من البشر. والعاصمة تأسرنى بجمالها وتدفعنى إلى أحضانها طوعا. أشجار متلاحمة مع البشر ومع الأفق. وبقع خضراء كثيفة تمتد على مرمى البصر. وكلما تجولت بناظرى لا أجد إلا الجمال. ولكن للأسف أدمنت هواء الوطن العطن فلم تتحمل رئتاى كل هذا النقاء. كلما اقتربت من غرناطة أحس بهمس المدينة الخاشع. أشم روائح المجد الزائل. أحس بدفء غريب وألفة غير معهودة. أزور قصر الحمراء. يطرأ على نوع من الأسى المفاجىء. رغم أن الجمال يكتنف الوجود. سحب زرقاء. نسمات طرية. ووجوه تغلفها الابتسامة. تنتابنى رغبة عارمة بالجرى. هنا لا أحد يكترث بالآخر. هنا لا تدس الناس أنوفها لهتك خصوصية الآخر. أتذكر كيف أننا وبشكل مخجل نحشر أنوفنا فيما يعنينا وفيما لا يعنينا. "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه" أين ضاعت تلك القيم؟ أخذنا منهم كل قبيح وتركنا كل جميل لدينا بدعوى الانفتاح. فجأة تتغير الأجواء من حولى. أجد عبد الله الصغير فى استقبالى. أتذكر قصة المفتاح الأندلسى المتوارث. خلت ملامحه من علامات اليأس والاستسلام. لم يغادرهذة المرة وهو يبكى وأمه تقول له: ابك مثل النساء ملكا مضاعا لم تحافظ عليه مثل الرجال عندما سلم فرديناند وايزابيلا مفتايح الأندلس كلها. يلوح من عينيه نوع من الانكسار رغم أنه جاء ليسلمنى مفاتيح غرناطة هذة المرة. تجولنا معا وتأملنا كل هذا الكم الآثر من الجمال. مدينة اسلامية متكاملة. زخارف بديعة. ألوان تحدت الزمن. أيات فن الرقش والحفر والتعشيق. ومياة لا زالت تجرى تحت أرجلنا داخل قنوات صغيرة لتخرج فى النهاية من فم أسد صغير مكونة نافورة بديعة من المياة يتناثر رذاذها على وجهى. الخضرة تحاصر القصر. كلما أمشى يزداد خوفى. أخاف جدا من الارتفاعات. لكن فجأة أصطدم بطفلة صغيرة توقظنى من هذا الحلم الجميل. اصطدام زاد من تعاستى. وذكرنى بشوارع الوطن أمشى فيها بحذر خشية الاصطدام بكل هذا الكم من البشر. زحمة خانقة أهرب منها إلى الأرصفة. أعرف لماذا لا يمشى أحد على الرصيف. فالأرصفة هنا عالية جدا ومؤلمة للأرجل والظهر. كأنى أصعد تلال وأهبط منها. لا أعرف ماهية موجة التعاسة تلك التى تسمم على فرحتى وتشعرنى بأنه لا حق لى فى السعادة. كلما تلفت ألمح "لا غالب إلا الله" تزيد من بقعة الأمل داخل نفسى و تنبؤنى بأنفراجة قريبة. ونفض العبودية عنا إلى الأبد واستعادة الإنسانية التى كرمنا بها الله. تغسل روحى بالصفاء الموجود هنا. بالهواء النقى الشفاف والوجوه المبتسمة. أتذكر وجوه الناس فى بلادى: مكرمشة ومكشرة وحزينة. يدهمنى احساس مفاجىء بالبكاء. أترك شلال دموعى ينهمر وأحاول جاهدة أن أركز فى شىء واحد فقط. شىء يقضى على الشعور بالألم. وجه الأحباب يلوح فى الأفق وتصغر الأشياء بل و تتضآل كلما انتقلت إلى مكان أعلى

أصبحت أكره الوطن وصرت أتمنى له مزيدا من التردى والتدهور. أخشى أن احاكم على كراهيتى الواضحة. فأنا أحاكم الآن عليها من الناس ربما قريبا تصبح مقننة. تمهة "كراهية الوطن" بدعة جديدة. أنا غير سعيدة

ويبقى


أدرك أنى أنحاز إلى الألم

رغم انحسار أمواج الجراح

إلى شاطىء النسيان

بأنحداراته ونتوءاته

أفكر وأنا فى هذة الغرفة

الباردة

بسريرها الهلامى

أنى لم أمت بعد

و أن جسدى لم يعد مبعثر الأجزاء

و أن التعاسة لا تقتل أحد

و أن الحزن كالشرطى

يعذب دون آثار

يضرب بأحتراف

دون كسور

دون كدمات

لتظهر فقط

خيوط الأسى تتراقص من بعيد

ويبقى أنين الكرامة المذبوحة

ورماد القلب

الذى طالما احترق

***

وتبقى لحظة الغروب

لحظة الموت المؤقت

والميلاد المؤقت أيضا

أعى تماما أن هناك أشياء أقوى منى

وكلمات تستعصى على الخروج

من محراب العقل المقدس

ومعانى الوصل

التى لطالما ظلت بعيدة المنال

لا تقوى الأيادى المرتعشة أن تطالها

***

وتبقى الحياة

بتفاصيلها المملة أحيانا

وتبقى تصدعات الوجدان

ويخفى عن العالم أجمع

هذا الزخم الهائل من الشروخ

ونفسى العارية

تبحث عمن يكسوها

وجسدى العابر

سيوضع حتما فى الوحل

فأنا ابنة الدود

ابنة الأرض العطشى

***

وتبقى أسرار الروح المكنونة

تقبع فى غياهب الجب

تقول للعالم القذر

ارحل عنى

ودعنى أعيش فى سلام

اليوم. أنا لا أقوى على الكلام. هادئة. خاوية العقل. لا انفعال. لا ألم. لا معاناة. و لا بكاء. فقط ضحكات. هل حدث لكم هذا من قبل؟

الآن

أصبحت الأحلام بيتى

والأفكار زادى

فدعونى أرحل

فالرسائل وصلت

والملامح تشوهت

أموات


دموع البشر

تنزل على الوجوه الحزينة

فتكسو الجلد الخشن

فيبدو للحظة هلامى

مشوه.. بلا معالم

دموع

كدموع السماء الجليلة

تمسك بتلابيب زجاج الغرفة

لتتمكن من الحياة

قبل الذوبان والفناء

وتحيل الأرض طينا

و أوراق الشجر المرتعشة

ترتجف من ضمة الشتاء القاسية

والغيوم تصافح السماء

بشرا

ينزفون دموعا مرة

يتحدثون عن أخطائهم

عن همومهم

ويلقون بها على أرصفة النسيان

ويدوسون عليها بأحذيتهم الموحلة

علهم يقضون عليها تماما

أو يدهسون الذكريات الموحشة

وأجد نفسى أبكى و لا أبكى

ليت الجميع يشعر ببكاء أعماقى

وترتسم ابتسامات واهنة

على الشفاه المشقوقة

لكن من جديد

يتوارون داخل أنفسهم

كل يفكر فى الآتى

فى المجهول الغامض

بشر

كل يحمل على كاهله فكرة

ورغبات قديمة مكبوتة

فتسود الوجوه من القهر

ويجرون ذيول الأسى و اللوعة

فتتضآل أجسادهم

وينزون آخر النهار

داخل كتل متآكلة

تسمى بيوتا

يعتصرهم الألم المشين

والصمت الفاجر

هل يعقل أن يكون للصمت أشكال عدة؟

وهل يزيد الخوف من تشوهات الضمير؟

ويتذكرون تلك الأيام الدافئة

أيام الذوبان فى معبد الكرامة

وها هم يرتكبون الخطأ ذاته

التقوقع ذاته

ها هم يركنون إلى الفراغ

ها هم يبنون شواهد قبورهم

ويمزقون شهادات الميلاد

ويطمسون الحياة

ويتطلعون إلى السماء الدامعة بشىء من الخيبة

آملين ببعض الغفران

هل هناك عقاب أقسى من هذا العقاب؟

ورغم المسافات التى قطعوها

لازال الطريق طويلا

ولم يلح بعد فى الأفق بحر الحرية

الحبيس

هل هناك أبعد من الصراخ والأنين؟

ولازالت السماء تزرف

دموع الوداع

وتعلن نهاية الشفقة على البشر

وفشلت مهمة القطرات

فى البقاء على قيد الحياة

وفى افاقتهم من السبات العميق

ومن الضياع فى هذا التيه

وفشلت مساعى البعث من الرقاد

وتحولت الأجساد إلى جثث هامدة عطنة

وغابت عن الوجوه الدماء

ونسيت الأعين اللون الأحمر القانى

فمن اذا يطلق لواء الحق وينطق الأفواه؟؟

الثلاثاء

اختناق


اختناق

أشعر به يأكل جسدى

ويسرى بدمى

ليصرعنى ببطء

أشعر بسطوة الظلام

وبقسوة الصمت

وانطلقت أنهار الدموع

تفرش الأفق

وتكسو السماء بهالة الحزن العميقة

بداخلى صحراء قاحلة

أبحث فيها عن نقطة النور

وعن السعادة المفقودة

فلا أجد إلا سراب

وأسمع أنين الجسد

والكبرياء المسحوق

والكرامة التى وطئتها الأقدام

وحريتى التى ذابت فى رمل الصحراء

و أبحث عن الأمل

ينضح من ثناياها

يشق الأرض

ويعلن عن الميلاد الجديد

وينعم بالحياة

فلا أجد إلا سراب

ويزداد الأنين

ويشتد النواح

وتطلق السماء شتاء الغضب القوى

وأنا أحتمى

وأهرب

لكن

لا مفر من الاختناق

الخميس

مشاتمة


قال الصبي للحمار: يا غبي
قال الحمار للصبي
( يا عربي )

أحمد مطر

الثلاثاء

ذكريات عطنة

هزيمة قديمة. تركت أثارا غائرة. أشعر بها عندما يتحدث أبى عن تلك الأيام. تركت احساسا بالمرارة يبدو أن الزمن غير قادر على محوها. أحسست بتلك النبرة الغريبة المليئة بالألم والذهول حتى بعد مرور أربعين عاما عندما ذكرنى أبى البارحة بأن غدا الخامس من يونيو. وأخذ يتحدث عن الشاب القطرى الذى ظهر فى قناة الجزيرة وسألوه عن النكسة. وأخذنا نضحك أنا وهو عندما قال لى أن الشاب رد بشىء من البلاهة بأنه لا يعرف ماهى النكسة و ان كانت هناك حرب أم لا!! ورغم مرور الزمن وتعاقب الأجيال لازالت الهزائم مستمرة. وتبخرت رائحة أجساد الشهداء. ذابت معانى الوطنية والتضحية. وأصبحت الآن تقبع فى متحف الذكريات. لماذا نشعر بالهزيمة؟ ولماذا تبتلى الأجيال بالهزائم الواحدة تلو الأخرى؟ لماذا ،وعلى الرغم من فظاعة ما حدث فى تلك الفترة، نشعر بأن هزيمتنا الآن أقسى وأبشع؟ ولماذا لم تعد تغضبنا تلك الهزائم؟ ولماذا تعودنا وألفنا هذا الأحساس المر؟
فقر. مرض. ذل. قهر. صمت مشين. خرس عام. حزن. حسرة. اختناق. انتحار. كفر بالقوميات وبالعروبة وبالأوطان. أسطورة الجيش الذى لا يقهر. الخوف. التناقض الكبير الذى نعيشه وحالة الشيزوفرينيا المتأصلة فى الوجدان والعقل والقلب والتى لايمكن انكارها ولا تجاوزها وهى أفدح من الأمل فى اصلاحها. فاسدون بلا عقاب ولا قصاص. ونزاهة ماتت على المشانق وفى الساحات العامة. وكلما زاد الأمل فى التغيير. وكلما أفاقت العقول على ضجيج تحسبه ثورة. نرجع صاغرين تجرنا أذيال الخيبة . ندوات. مظاهرات. هتاف. ضجيج. صراخ. ماذا فعلنا ازاء تلك الهزائم؟ لا شىء سوى الجعجعة الكاذبة لتسكين ألام الضمير المبرحة. بلوى من ضمن البلاوى التى أصيبنا بها. كلام دون أفعال. متى ستكشف الغمة؟ إلى متى سنظل سجناء؟ إلى متى سنرضى بالفتات؟ إلى متى سنقبل بكل تلك الهزائم التى تثير الاشمئزاز وتبعث على الأكتئاب؟
أعتقد أن الهزيمة القديمة لم تترك ذات المرارة التى يتركها الواقع الأليم الذى نعيش فيه. فليرحم الله تلك الأجيال التى تخرج من أماكن مظلمة الى أخرى أشد عتمة. وكل نكسة و انتم بخير

هل تجبر النفوس المنكسرة؟


بشار الأسد ضد بشار الأسد فمن الفائز يا ترى؟ -

استفتاء شعبى لولاية جديدة للرئيس الأسد حتى عام 2019 والسورييون المقيمون داخل مصر يذهبون إلى مقر سفارتهم للتصويت وتسمع هتافات الشباب السورى: بالروح بالدم نفديك يا بشار و لا تعليق


ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا -من فيلم عادل إمام الارهاب و الكباب -


انتحار أحد الوزراء اليابانيين لتورطه فى فضيحة مالية ولا تعليق طبعا -


عبد الوهاب المسيرى: أتم الله شفاؤك على خير. وعافاك الله من كل بلية وكرب يا أستاذى العزيز وأستاذ الكل رغم أنف الحاقدين


هل من سبيل لكى تجبر النفوس المنكسرة؟ هل من سبيل لأحياء القلوب الميتة؟ هل من سبيل لأنعاش الضمائر المهشمة؟ وهل من سبيل لأصلاح الزجاج المكسور؟؟

العنوان: مأخوذ من أشعر نجيب سرور

السبت

مات الذين يختشون

يا دفتر الأرقام ما ثمنى؟
أنا مثل التراب بلا ثمن
لا شىء بالمجان غير الموت
لكن
لا مفر من الكفن
فقر.ذل. قهر. فقدان للهوية والشعور بالأنتماء. أمراض وعلل. خنوع وخضوع
كل ذلك ابتلينا به ولكن وصلت المهانة الى أن الحكومة تريد تسفير 120 ألف فتاة للعمل كخادمات فى دول الخليج. هذا ما وصلنا اليه. هذا نوع من المهانة اليومية التى يعيشها المصريون. تصدير الخادمات. أى عار هذا؟! ألا تخجلون من أنفسكم؟ أليست هناك ذرة من ضمير؟ كنا فى الماضى نصدر الفكر. كنا نصدر العقول لتبنى وتعمر وتنهض ببلادهم. والآن أصبحنا - ولا فخر- نصدر الرؤوس لتخدم وتذل وتهان. ما كل هذا الخزى والهوان؟
والمصيبة أن من اقترحت هذا إمرأة !! كيف رضيت بأهدار كرامة أمثالك من النساء و الفتيات المصريات؟!! كيف رضيت بأذلالهن هكذا؟
وما حاجة أهل الخليج لخادمات مصريات؟ وهم يمتلكون خدام وخادمات فليبينيات وغيرهم؟ بل و يستطيعون- ولا شك فى ذلك- تحمل نفاقاتهم، فلا هم فقراء و لا هم محدودى الدخل!! أم أن هذا امعانا فى ترسيخ الأحساس بالذل و الهوان والقهر؟ أم لكى يتفاخرون بنجاحهم أخيرا فى اذلال المصريين وامتلاكهم لهم وشرائهم بأموالهم - لا بارك الله لهم فيها؟ أيكون الفقر مبررا لأرتكاب هذة الفعلة الشنعاء؟ ألا تعى للأخطار التى ستتربص بهن؟ وماذا عن الانحرافات الأخلاقية التى ستحدث اذا ما تواجدن مع أولادهم الذكور فى مكان واحد؟
ضاعت الكرامة منذ زمن ونحن صامتون صمت مخزى. تحرش الذئاب بالفتيات فى عيد الفطر. وقامت الدنيا و تعالت الأصوات المنددة. وماذا فعلوا ازاء هذة الظاهرة الخطيرة؟ لا شىء. سوى مزيد من الصمت وتعاملوا مع الأمر كالنعامة التى تدفن رأسها فى التراب. أو بمبدأ "نطاطى لغاية أما الموجة تعدى". ضاعت كرامة الوطن فضاعت كرامة أبناؤه. أى دولة هذة التى تصدر خادمات؟ أين الكرامة والعزة؟؟ ألم يبقى لنا شىء لحفظ ماء الوجه؟
أين هى الأصوات؟ أم أننا أصبحنا صم وبكم وعميان؟؟ أم خارت قوى الأبدان؟ أم أصبحنا من هول الحياة موتى على قيد الحياة*؟
ولماذا نصدر للخليج على وجه التحديد؟ ألقلة أموالهم يحتاجون خادمات بسعر أقل؟ بالطبع لا فهم يتنعمون ويصرفون هنا وهناك فى البارات وصالات القمار وعلى النساء والخمر. ما الجدوى من المزيد من التنكيل بنا؟ أشعر أن الحكومة تتعامل معنا على أننا العدو أو كالوباء الذى لابد من القضاء عليه. كيف لنا بالحفاظ على عقولنا وسط هذا الهرج؟ أم من لا يعجبه فليذهب الى الجحيم أو الى مستشفى المجانين؟؟
الفقر ليس أبدا مبررا لمهانتنا وذلنا. الفقر لا يعنى الأنحراف. الفقر لا يعنى الأهانة
الحق قال الأولون: (مات الذين يختشون) ماتوا
وعاش الداعرون
الفاجرون
الأشعار لنجيب سرور*

الجمعة

غربة وحنين

أشعر بشوق غريب إلى وطنى رغم أنى أعيش فيه. وأشعر بوحدة قاتلة فتاكة. فقدت معانى الوطنية منذ فترة طويلة. وأشعر أن الوطن صار قبرا يضيق على أكثر و أكثر. أيعاقبنا الوطن على ما اقترفناه فى حقه؟ وماذا نفعل لكى ننجو بأبداننا ونبلغ بر الأمان؟ عندما كنت أسمع الأغانى الوطنية القديمة التى تلهب حماسة الجميع، أتعجب الآن من أنها لا تلهب حماستى
أين ضاعت هويتى؟
وأشعر أيضا بأسى يعتصرنى. أخذتنا الدوامة بعيدا وانقلبت الموازين واختلت المعايير
فلننعى أنفسنا من الآن
ولننعى الوطنية
صرت ممكن كفروا بالعروبة
وبالوطنية و بالأوطان
ولا أستغرب ممن يبيعون وطنهم مقابل أموال
أحمد شوقى
أشاطرك مشاعر الفقد والغربة والحنين . ذقت مرارة النفى والهجر. وكلنا نذوقها الآن. فماذا تفعل الأجيال القادمة البائسة وهى ترث السواد تلو السواد؟؟
الأندلسيات
إختلاف النهار والليل ينسى
إذكرا لى الصبا وأيام أنسى
وصفا لى ملاوة من شباب
صورت من تصورات ومس
عصفت كالصبا اللعوب ومرت
سنة حلوة و لذة خلس
وسلا مصر، هل سلا القلب عنها
أو أسى جرحه الزمان المؤسى
كلما مرت الليالى عليه رق
والعهد فى الليالى تقسى
مستطار اذا البواخر رنت
أول الليل أو عوت بعد جرس
راهب فى الضلوع للسفن فطن
كلما ثرن شاعهن بنقس
يا ابنة اليم ما أبوك بخيل
ما له مولع بمنع وحبس؟
أحرام على بلابله الدوح
حلال للطير من كل جنس؟
كل دار أحق بالأهل إلا فى
خبيث من المذاهب رجس
نفسى مرجل وقلبى شراع
بهما الدموع سيرى و ارسى
واجعلي وجهك (الفنار) ومجراك يد (الثغر) بين (رمل) و(مكس
وطنى لو شغلت بالخلد عنه
نازعتنى اليه فى الخلد نفسى
وهفا بالفؤاد فى سلسبيل
ظمأ للسواد من عين شمس
شهد الله لم يغب عن جفوني شخصه ساعة ولم يخل حسي
قيلت هذه القصيدة محاكاة لسينية البحتري: صنت نفس عما يدنس نفسي وترفعت عن جداً كل جبس

الخميس

تجديد حبس منعم و طلبة معهد التعاون 15 يوم



تم اليوم عرض عبد المنعم محمود وبقية المجموعة من الطلاب والمعتقلين على ذمة قضية معهد التعاون الزراعي على نيابة أمن الدولة بالتجمع الخامس بمدينة نصر وقررت النيابة استمرار حبس المعتقلين لمدة 15 يوم على ذمة القضية. و كان قد تم في وقت سابق نقل الطلبة من سجن المجكوم الى سجن مزرعة طرة بعد اضرابهم عن الطعام نظرا لتعرضهم لمضايقات عدة من المساجين الجنائيين وعدم ملائمة جو سجن المحكوم لجو المذاكرة الا انهم ابقوا على عبد المنعم والباقيين ورفضوا نقلهم .وحول تطورات الموقف قال إسلام لطفي ( المحامي ) لـ إخوان ويب : أنه تم التجديد لعبد المنعم محمود وباقى المجموعة من الطلاب 15 يوم. وأضاف اسلام نلقى تعنت واضح من ادارة السجن في ادخال الكتب الى عبد المنعم حيث من المفترض ان يؤدي امتحاناته في دبلومة الاعلام التي انتسب اليها بكلية الاعلام وكانت اخر محاولتنا لادخال الكتب يوم امس الا اننا قوبلنا بالرفض القاطع والمنع من ادخال الكتب اليه..! ، وبعد انتظارطويل قررت النيابة التجديد لكل الأطراف في قضية معهد التعاون الزراعي 15 يوم
كتب انسى
نقلا عن مدونة أنا إخوان

الاثنين

بئر



فجأة أحسست بالخطر


يتربص بى


خشيت على نفسى


فهربت


لألحق بركب السعادة


ودخلت غرفة


جدائل تتدلى من كل جانب


معلنة عن السعادة الأبدية


وما كانت إلا فخ


وانهالت على رصاصات الكآبة


انبطحت على الأرض


لعلى أتفادى العدوى المحققة


زحفت


ولكن


وقعت


فى البئر

السبت

أولى تدوينات منعم السجينة


من سجن القاهرة المحكوم بطره اكتب أولي تدويناتى السجنية ..في هذا المكان الذي تختلط فيه المشاعر والأحاسيس بين الظلم والأسر والشوق للحرية ..للأصدقاء والشوق للوحة الكيبورد التي كنت اعزف من خلالها صورة مقرؤة ومرئية لمصر .أكتب وانا انظر للقضبان التى تحول بيني وبين الحرية ..تحول بيني وبين أصدقائي وعملي ومدونتى .. حتى انها تحول بينى وبين السماء الصافية فقد ارتسمت علي سحبها هذه القضبان التى حتى لم تترك القمر في عيني حراَ.في هذا المكان الكئيب أحاول الهروب منه فى التفكير فى أناس وأماكن وإعمال يربطنى بهم الود وعندما أحاول أن أحاكيهم وأتفاعل معهم ياتي السجان ليغلق باب الزنزانة بعنف ليذكرنى أننى محروم منهم وليس لي أن ألقاهم إلا فى الخيال .
أبي وأمى
في هذا المكان يثور عقلى ليلاً ونهاراً وأتذكر والدى الذي لا أستطيع أن أراه وهو أيضا في هذه المرة عاجز أن يرانى فقد أعياه المرض وأقعده خبر إعتقالى للمرة الثالثة فأصبح أسير احدى أسرة المستشفيات بالأسكندرية.أما أمى التى كان حضنها لى فى هذا المكان يخفف كل آلام السجن مر الشهر ولم استطع أن أراها لانشغالها برعاية والدي لكن عزائى أن الله عزوجل من وراءهم حفيظ وارحم بهما منى .
مدونتى أنا إخوان تلك المدونة التى تفزع هذا النظام المهترئ .. يااااااااه كم اشتاق اليها فقد كانت هي شريكة حياتي ، افكر فيها طوال الليل واعمل لتطويرها في النهار.إسلام لطفى كان دوماً يقولى المدونة ده جنتى. أنا أخوان . رسالتى لنفسى ولشباب الاخوان والمجتمع ...كنت اريد ان اقول ان الاخوان بشر يحملون نفس الاحلام ..نشرب ..نجلس علي القهوة ..ندخل السينما .. نتظاهر ... ندون للحرية.أنا إخوان ..رسالة انسان مصري ينتمي لحركة اصلاحية ..بيحب مصر ويريدها ان تتحرر من الاستبداد والديكتاتورية والفسادأنا إخوان ..رسالة مصرية للتعايش ، شيوعي ...قبطي .. علمانى .. إخوانى .. المهم بيحب مصر.
ولصحابى سلام وصلني تضامن كثير من الناس منهم الأصدقاء اللي اعرفهم ومنهم ناس لا اعرفهم ولا هم كانوا يعرفوني بس كتبوا عني واعلنوا عن تضامنهم معي والمطالبة بالإفراج عني لكن أحب في البداية ابعت سلامي واشواقي لشلة الثقب وخاصة محمد . وإسلام ... مفتقد دردشة محمد اوي .. يااااااه فاكر نبقي سهرنين طول الليل وتيجي توصلني وبرده نقعد نحكي تاني وأخرك علي البيت.
إسلام لطفى اللي كنت مغلبه معايا بعد القصاص ..تعالي نروح نتغذي هنا ونروح لفلان -طيب ااقولك ايه مش عين شمس جنب اكتوبر (بيته)!! تعالي وصلني وحنرجع بسرعة والله وحشتنى غلاستك اوي يا إسلام.وكمان لازم أوجه الشكر لناس كتير مش بس اللي تضامنوا معي واللي سألوا عني وعن أمى ووالدى.-إيمان الزميلة الوفية اللي بتشيل يلا طلبة لما بدخل السجن وكمان ربنا يكرمها بتجمع لي اوراق الدبلومة من الكلية.-خالد سلامة : المفكر الكبير اللي ودانى في داهية وقعد يشجعني دون يا منعم - اكتب يا منعم ، ماشي يا عم خالد شفت اخرتها المحكوم.-وشكر خاص لمدونين فاقت علاقتنا الشبكة العنكوبتيةعلاء سيف ومحمد عادل وأسد واحمد عبد الفتاح وحسام الحملاوى وشرقاوي ونورا يونس ووائل عباس وسامي غربية في تونس وناس كتير اوي ثانية.وشكر خاص لمارك لينش اللي يعتبر اول كاتب غربى يرصد فكرة مدونات الاخوان وكتب عن اخوان التدوين في الجارديان-وشكر خاص للاخت الكبري والصديقة العزيزة الصحفية نادية أبو المجد اللي بيوصلنى سلامها علي طول.
وسط البلد
الحب مش شرط يكون بين البشر بس - فيه علاقة عاطفية قوية بتربط الناس باماكن معينة ..انا بعشق وسط البلدبحب اوي طلعت حرب وباب اللوق وعابدين والسيدة ..والتحرير والمنيرة والقصر العيني ياااااااااااه والله وحشني شاي عم سعيد علي الندوة الثقافية وأكل شلبي او حتى مؤمن وكمان وحشني سندوش " كروك مسبو " والبرتقال من عند كوستا اللي جانب الجامعة الامريكية.وانا قاعد سرحان مع المدونة علشان هناك فيه " واي فاى " واخر الليل اروح لبتاع الجرايد اللي في شارع المنصور علشان اكمل الليلة علي الجرايد.
واحشني صاحبى القصاص محمد القصاص القلب الكبير واعز واغلي الإخوان والإصحاب لما دخل القصاص السجن مكنتش قادر اتخيل اني يمر علي ليلة من غير ما اشوفه لدرجة اني كنت كل شوية اطلع رقم تليفونه علي الموبايل علشان اكلمه لكن يرد التليفون انه مغلق فافتكر ان القصاص في السجن ومش هقدر اني اكلمه.بس كان فيه فرص إنى ازوره هناك ولما تم القبض على اللى هون على إنى هتحبس معاه في مزرعة طرة ، لكن كنوع من تكبر أمن الدولة قرر إنه يفرق بينا وروحنا أقذر سجن في مصر " المحكوم " والله ليك وحشه يا ابو القصاقيص .سارة وأنس وسلمان وحبيبة .. أيمن عبد الغنىمن فترة قبل حبسي كتبت عن صاحبي الكبير المهندس ايمن عبد الغني المحال مؤخرا لللقضية العكسرية أيمن زميل برش قديم -اتحبست معاه اول مرة في حياتي سنة 2003 وبعد كده 2006 -المهندس ايمن الكبير السن والمقام قلبه زي الطفل رقيق قوي وبيحب اخوانه جدا وكان مسخر نفسه وبيته وزوجته لخدمتنا في السجن كان دائما يسيب عياله في الزيارة يلعبوا معي ومع أمى علشان يعرف يقعد شويه مع زوجته .في السجن أنا ارتبطت جداً بأولاده بداية من سارة المشاغبة وانس وسلمان وحتى حبيبة اللي عمرها سنتين.لما كنت بشوف ولاده كان سلمان يقول هو انت ليه مش مع بابا في السجن اصل سلمان واخواته تعودوا رؤيتي في السجن دائما مع ابيهم.واديني دخلت السجن يا عم سلمان بس مش مع بابا ومش قادر اشوفك بس والله وحشتني جداً.مدونى الإخوانيمكن التدوين عند الاخوان بدأ في وقت متاخر اوي لكنهم في وقت قصير استطاعوا انهم يبرزوا انفسهم وفكرتهم بشكل راقياستطاعوا ان يطرحوا صورة انسانية عن جماعة الإخوان المسلمين وعبروا عن إنتمائهم بكل حرية وجرأة واتمني إن التجربة تكون بتنمو أكثر وأكثر.وخاصة سعد وخديجة وأسماء وبلال وآل شوشه ومعاذوايضا شباب الاخوان المدونين ؟؟ ابن أخ - صوت عصفورة - لسان مولوتوف - يلا مش مهم - ابن خلدون ياشباب أنتم أصبحتم تشكلون جيل من الاخوان وأصبحتم مسئولين عن تقديم صورة إنسانية عن الجماعة - جيل جرئ هيقدر يشيل هم الاصلاح في البلد دى
.بحبك يا مصر
رغم كل اللي حصل سجن وتعذيب وفساد وفقر -برضه بحبك يامصر -يمكن اكون فكرت اسيبك - لكن مقدرش اكرهك ابدابحبك يا مصر وعايزك حرة وحفضل ادون واكتب واتظاهر لحد ما تبقي حرة .
عبد المنعم محمودسجن المحكوم - ليمان طره

كتب انسى