الجمعة

حصار الأعداء أهون أحيانا من عذاب الأشقاء

أبدان منهكة
وأجساد منزوية
وعيون تتطلع إلى أعلى
بحدقاتها المنطفئة
وبآمالها المنسحقة
عالقون فى معبر
يكتوون بنار الأشقاء
قبل الأعداء
ينهشونهم بأظافرهم
ويسحقونهم بقبضاتهم
والناس فى سبات عميق
أو يتذكرون أخر أيام التمرد
ويكتمون صرخات أجسادهم ونداءات ضمائرهم
***
أشباه بشر
واقفون على حافة الضياع
وقد انفرط عقد حياتهم
وآخرون داخل وطنهم
يشهرون الأسلحة
على عظام من تبقى منهم
ويدوسون على جماجمهم
وتنطلق أبواق النفاق
هنا وهناك
تنادى بالأنسانية للأنسان
أى غيبوبة هذة؟
***
ها هم من جديد منتهكون
محتجزون
من أشقاء مزعومين
وقد اتقدت الثورة الكامنة داخلهم
أن لا تخاذل
أن لا تراجع
رافعين الصوت
"تسمعه صراخ أحيانا"
وحشود الأمل تتراص
قاذفة طلقاتها فى الهواء
من أجل حلم الحرية اللذيذ
حتى لو قابلناهم- نحن الأشقاء- بالصمت المشين
"حقا تحدث أشياء يندى لها الجبين وتشيب لها الولدان"
***
والآن
عيون لا تبصر
وخيوط دم ترسم على الأرض
رمز السلام
"بعيد المنال أحيانا"
ورغم ذلك
حانت ساعة المواجهة
***
عالقون فى معبر رفح. تدهورت أحوالهم وأصحبت أوضاعهم الصحية والنفسية مزرية. وكشر الموت عن أنيابه الحادة مستعدا لإلتهام البعض منهم. ففى النهاية لا أحد يهتم ولا أحد يعبأ بهم. تلك واحدة من الأشياء التى يندى لها الجبين.مضطهدون داخل أوطانهم. يصطلون بنار الأشقاء - اذا كنا حقا كذلك- قبل الأعداءوتصريحات هنا وهناك تناشد بفك الحصار عنهم وأخرى من أجل فتح المعبر. ظروف معيشية صعبة و أوضاع مأساوية على الحدود المصرية الفلسطينية. وجميع الأبواب موصدة أمامهم. فكيف لحكومة تستعبد شعبا - قهر وتنكيل وقتل للحريات- وتتخذ منه أسرى أن تتحرك سريعا من أجل فتح معبر أو أن تلقى بالا لهؤلاء العالقين "هم بالأحرى محتجزين" على الحدود؟

أى مواثيق دولية وإنسانية؟ أى أمم متحدة؟ وأى منظمات حقوق إنسان؟ هل من مكان للأنسان فى هذا الزمن، فى هذا العالم القذر؟

كيف لنظام يعذب ويقهر شعبه ويتعاون مع الأعداء بأن تأخذه الرحمة والشفقة بهؤلاء المعذبين داخل وطنهم وخارجه؟ كيف لنظام بهذة الصلافة والبلطجة والقسوة والنفاق بأن يلتفت لهؤلاء ضحايا الصمت العربى الفاجر؟
لقد صم الجميع آذانهم عن نداءات ضمائرهم . تلك النداءات التى تشبه الصراخ داعية إياهم أن أفيقوا من سباتكم و انهضوا و ساندوا الحق وازهقوا الباطل. هل من مجيب؟ لا شىء سوى الصمت المشين. لكن ما حدث فى الآونة الأخيرة من انشقاق وتصارع بين أبناء الوطن الواحد على جزء صغير جدا من الوطن الكبير المغتصب منذ خمسين عاما كأنهم مجموعة من فاقدى العقل والأدراك لهو شىء مهين حقا يترك فى النفس قليل من الشفقة وكثير من الغضب، حيث الابتعاد عن الهدف الرئيسى الذى من أجله ضحى الكثير منهم
شىء آخر يثير الحنق ، هذا الرجل العجيب "أبو مازن" ذلك الرئيس الذى يتمسح على العتبات الامريكية. ها هو يتذلل لهم من أجل ماذا؟ ضمان البقاء على الكرسى. يا لهذا الكرسى اللعين. ها هو يقبل الأيادى ويقدم فروض الولاء والطاعة لينال بركة الصهاينة - ألا لعنة الله عليهم. هو يعرف ذلك وكلنا يعرف ذلك. ربما يصيب كرسى السلطة ببعض من الغفلة المتعمدة والرخاوة والكذب على النفس والمداهنة رغم جلاء الحقيقة. ها هو يلف العالم فقط لكى يكسر شوكة حماس ويقلب الدنيا عليهم ويضيق عليهم الأرض بما رحبت. أى صفاقة وأى عبث؟

فقط أرجعوهم إلى وطنهم

"كل ما أنشده هوالعدل. كل ما أريده ألا تهان كرامتى ولا تنتهك حريتى و لا يستباح عرضى و لا أفقد إنسانيتى- التى كرمنا الله به جميعا- أأطلب الكثير؟ وهل مازالت هناك ضمائر؟ هل هناك أشخاص أسوياء حتى الآن؟ وهل هناك فرصة لثورة؟ ربما

ليست هناك تعليقات: