الجمعة

أنا فى حداد



أنا فى حداد

وطنى أصبح سواد

ركام

أصبح هشيما تذروه الرياح

وطنى فراغ

ضاق بالأبناء

أما أنا فسألبس السواد

حتى الممات

فلتذهب العروبة الى الجحيم

والوطنية و الأوطان

فلم يعد للشرفاء مكان

لما لا ترحلون اذا؟

لما لا تلبسون الأكفان؟

***

أبدان مغلفة بالأحزان

وسيوف على رقاب العباد

تعذيب و اضطهاد

وضحكات رغم الصعاب

ورضينا بالهوان

وضاعت الأجيال

على مذبح التعديلات

فلا حرية و لا آمال

وضاقت بنا الحياة

وسقط الشريف والفاسد فى نفس الحفرة المظلمة

وتعالت فجأة أصوات النواح

على مسرح الوطن الهزلى

وشخوص تلقى ما فى جعبتها

استفتاء هنا و هناك

حواة تفننوا فى التغييب و التعذيب

ووطن يمشى بدستور أعرج

بما تنفعنا هذة المواد؟

أتزيد فى الرزق؟

أتحقق الأحلام؟

أم تكسر الرقاب؟

و تهين الأبدان؟

***

أسمع بلادى بلادى

فكيف أعطى لك حبى و فؤادى؟

و أنا ضحية الحواة و الترزية

حقوقى مغتصبة

حقوقى فى قبضة الطغاة

أصبحنا تحت رحمة القساة

وعرضنا مشاع

يطأه الجميع بلا استحياء

وعيون تراقب

وأناس تنتظر الهفوات

و يحاسب الصغار الضعاف

و تنطلق الحيتان فى الماء

دون خجل ..دون وخز ضمير

وحزب ينشر الأكاذيب

فى أنحاء البلاد

نفسى محاطة بالفساد

وقلبى منفطر على أناس

رضوا بالذل و الهوان

فنوحوا أو لا تنوحوا

فقد ولى زمن البطولات

***

و أرانى فى الميدان

وسط عرس المجد

وعرابى فوق الحصان

شاهرا السيف بكل اباء

فى وجه من خان

لقد خلقنا الله أحرار

و لم يخلقنا تراثا وعقار

زمن ولى و فات

فلتأتى أيها البطل الهمام

فقد استعبدنا الآن

وضاعت المحروسة

وأصبح الوطن أشلاء

وأصبحنا صم بكم وعميان

أصرخ وأقول

أصبحنا تحت رحمة الأسياد

و لا حراك

قلت: فقدنا الأمان

و الاحترام

و لا حراك

قلت : وضع الوطن دستور ممسوخ

دستور مشوه معاب

و لا حراك

فلا مفر اذا من سنوات عجاف

فقد ماتت البقرات السمان

وحل زمن البؤس

و سيصبح عمرنا يبس

فهل من خلاص ؟

هل من خلاص؟


الاثنين

حب؟ أى حب؟

يا شيخ قل شيئا يرد الروح.. حب
أى حب؟
الحب فى الأسواق قنطار بقرش
-نجيب سرور-
-أ-
قلق. متوتر. يقف مستعدا للدخول. يفكر فيما سيفعل. هل سيصفق الجمهور. أم أنهم سينتقدون أدائه المريع. و لا مانع من التعبير عن ذلك بصوت عالى. أو برمى أشياء صوبه. أو يغادرون بكل بساطة. يرى أن أدائه يرثى له. ممثل مريع فى المسرح و الحياة. ملابس ممزقة. و قلب ممزق أيضا. يسمع همهمات. يخشى دائما من رد فعل الآخرين. قلبه يدق بشدة. يشعر أن دقات قلبه تهز جسده النحيل. لا يقوى على المقاومة. يتمتم: مش مهم. الى يحصل يحصل. دور صغير.لكنه ليس بالهين. يدخل مرتعد الفرائص. ولكن فجأة يشعر بنوع من القوة. لا يهمه شيئا. يؤدى دوره كأقوى ممثل. اندمج. غاص فى كم المشاعر و الأحاسيس الموجودة فى الدور. يشعر أنه فى واحد من أحلامه الجميلة. همهمات اعجاب تدور بين الجمهور. يشم روائح النصر. روائح ذكية. يشعر أن الكون فى قبضته. مسيطر. هادىء. و حالم أيضا
-ب-
سرت معزوفة الصبر الجميل فى بدنه. صبر رغم اليأس والاحباط. لكن ارادتى وهج نور. ينير لى الطريق رغم خفوته فى كثير من الأحيان. طريق مفروش بحرية الإختيار. أمسك احدى اسطواناته. دسها فى المسجل. سرت السيمفونية البديعة لبتهوفن. تعبر عن أشواق الانسان للحرية. تعبر عن التحرر من الأغلال و القيود. تغلغلت الموسيقى فى صدره. أحس بخفة الجسد و سمو الروح. تشرب جسده الموسيقى كنبتة مشتاقة الى قطرة ماء. تهز الموسيقى وجدانه. ترقص مشاعره. لم يكن يحب الموسيقى الكلاسيكية. هى أحبتها كثيرا. استسلم لحبها ليرضيها. لم يجد غيرها ليحبها. كانت هى الروح والوجدان. ظل يستمع و يردد: كم للحرية من قداسة. أخذت تلح عليه أن يذهبا معا الى مقام السيدة زينب. لا يريد الذهاب الى هذة الأماكن. ظل صامتا طوال الطريق. لكنه صمت ملىء بالحياة و الحركة و الفكر. أحست أنه مختنق. قالت: مالك؟ أنا عارفة انك مش بتحب الأماكن دى. بس أصبر. ابتسم لها ابتسامة باهتة وقال: هصبر عشان خاطرك. عندما وصلا هناك. سمع أصوات أهات و أنات. نوع أخر من الموسيقى. و الرغيب أنها تمس القلب أيضا. البعض يشتكى. و الأخر يطلب. طربت نفسه لهذة الموسيقى المليئة بالأوجاع. نظر لها بوداعة وقال: بجد المكان عجبنى قوى. ابتسمت. ابتسم. شعر أن العالم كله بين كفيه. ترك نفسه لهذا الشعور الجميل. يوم كهذا لا يتكرر. انسى همومك الآن و استمتع
-ج-
يشعر اليوم بنوع من الألم. كله حزن و كآبة. مستقبله غامض. رغم التألق و الشهرة. يحب عمله. لكنه غير مجزى. أحس بقشعريرة تسرى فى جسده من مجرد التفكير فى هذا الموضوع. تسأله: هتعمل ايه بكرة؟ يرد عليها بنوع من الامبالاة: زى كل يوم. العادى بتاعى. تحدثا عن مستقبله. لازم تشوفلك شغلانة تانية عشان نتجوز بسرعة. أحس بالأعباء تثقل كاهله. أنا مش لاقى شغلانة تانية. انت عارفة أنا لازم أشتغل حاجة بحبها. تنظر اليه فى شفقة. تداعب شعره بحنان و تقول: أنا بحبك و هصبر عليك. نظر اليها وقد ازاحت هذة الكلمة الرقيقة جبال الهم و الغم. يتملل فى سريره. لا يريد التمثيل اليوم. دقات قلبه متسارعة. خوف. توجس. فإندماج و إمتزاج الكلمات و المشاهد بالروح و الوجدان. يصفق الجمهور. انتهت المهمة
-د-
قرر أن يغير قليلا فى الدور. هل سيتقبل الناس بسهولة؟ أم سيلاقى صدا و نفورا؟ كل شىء صعب فى بدايته. فكر ان التغيير طريق مليىء بالأشواك و الألام فى بدايته. طريق عثر. لكن نهاية مشرقة مهما طالت المدة. ومن منا يملك زمام الشجاعة و المبادرة؟ نعم أنا مبادر و شجاع. أنا من سيلقى أولى حبات التغيير فى الأرض القاحلة. يشم رائحة جميلة. تذكره الروائح بالماضى الجميل. يعشق رائحة المسك. يسمع أغنية "رق الحبيب" لأم كلثوم. انساب لحنها الجميل داخل صدره . كله أسى. زادت الأغنية من شجونه. حاول أن يصم آذنيه . لم يفلح. كانا يجلسان معا على قهوة فى الحسين. يشما معا رائحة الأصالة. رائحة كل ما هو قديم. و رائحة الفقر أيضا كانت تطغى على المكان. قال لها: حتى الفقر ليه ريحة خاصة. يحكى لها عن جولته فى دار السلام لأكتشاف المكان. أعداد هائلة من البشر. كتل لحم متحركة. أكل الفقر قلوبهم و أعمارهم. لم يرتقوا بعد الى مصاف البشرية التى كرمها الرب. شابوا قبل الآوان. معاناة. وصلوا جميعا الى حافة الهاوية. أطفال هنا و هناك. كانت الرائحة تفوح من المكان كجثة عطنة. تحدثوا عن أشياء أخرى. عن تخمة الأغنياء. عن أجيال ضاعت. عن عويل الأرامل و أنات المرضى فى المستشفيات. عن نسائم الحرية فترطب حرارة أيلول المزعجة و المثيرة للأحزان. أنهى دوره ببراعة. تحدث معه بعض الناس. عبروا عن اعجابهم بالتغيرات الجديدة التى طرأت على الدور. لم تفلح هذة الكلمات الجميلة فى محو آثار الحزن. أصبحت عواصف الهم عاتية. لا يقوى على المقاومة
-ه-
يغادر فراشه بحيوية. ما سر هذا النشاط؟ لا يعرف. انه يوم الأجازة. ألهذا السبب يشعر بالسعادة؟ لا يهم. يفتح كراسة مذكراته. يبدأ فى الكتابة بكل حماس. سرح قليلا و قرأ ما كتب لينهى فكرته. يعشق شعر العامية. تعجب كثيرا مما كتب: " أنا ألم.. أنا الى قلبى راح و انهزم.. أنا شجن.. قلبى بقى حتة ألم.. يا قلبى يا قنديل.. يا زيت.. يا عفن.. يا صدى". ما هذا؟ تفضحه أنامله رغم الحالة الواهية من السيطرة على النفس. يضع كل هذا جانبا. يبعد هذة الخواطر الخطيرة. يفتح البلكونة. يتنفس الهواء بعمق. يشعر بحالة من النشوة. مفتاح البهجة هو الصبر. يا ليته يرضى بالقسمة. يتذكر رباعية لصلاح جاهين. تسمو روحه مع أبياتها
فتحت شباكى لشمس الصباح
ما دخلش منه غير عويل الرياح
وفتحت قلبى عشان أبوح بالألم
ما خرجش منه غير محبة و سماح
شعر بنوع من السعادة والبهجة حين رددها. رغم ما أحدثه الفراق من فجوة و رغم ما سببه من ألم الا أنه يشفق عليها. أنا اتقدملى عريس شوفلك حل. اجتاحته أحاسيس كثيرة. خوف. جزع. دهشة. أنين. غضب. يأس وعجز. جاء اليوم الذى يخافه. ظهرت مخاوفه و تجسدت أمام عينيه فى ثوب عريس جديد. مرت فترة وهى مندهشة أنه لا يرد عليها. انتى عارفة انى ظروفى صعبة. طيب ايه الحل؟ أنا بجد مش عارف. أنا مصدوم. أنت مصدوم و أنا فى وش المدفع. أنت أنانى قوى. ثم برقة و استسلام: أرجوك اعمل اى حاجة. افترقا على وعد باللقيا. ذهب. انتظرها حتى مل. لم يرها بعد ذلك أبدا. حتما ستستمر الحياة. لابد من نسيان الماضى الجميل ومحاولة عيش الواقع المرير. هل اكتفيت من جلد الذات؟ لاأعرف. سأتوقف عن هذا يوما ما. لا أستطيع محو صورتها من ذهنى. عيونها تطلب المساعدة. بداخلها صرخة مكتومة لم تجرؤ على البوح بها. ما أقسانى! توالت الأيام متشابهة. روتينية. مملة. رغن التغيرات التى منى بها الدور. و رغم الصمود فى وجه أعداء التغيير. حياته صراع. مع نفسه ومع الناس. شغل المسجل. وفاضت روحه مع النغمات الندية. ليرى نفسه و لأول مرة دون أقنعة. دون تمثيل

السبت

الذين صدقوا

لا أعلم كيف ستمضى بنا الأيام. أنكون من الفائزين بعد يوم الأثنين أم نكون من الهالكين. يوم الأثنين يحتاج منا الى وقفة. هذا اليوم سيظهر هل لدينا ارادة أم لا. هل نحب هذا الوطن بحق أم لا.هذة أسئلة لابد و أن نتدبرها جيدا. فالى الذين لا يهتمون بالأمر و الى جميع الخائفين الخانعين هلموا الى قول الحق و أنقذوا هذا الوطن فهو حتما لا يستحق منا كل هذا الجحود. "والموفون بعهدهم اذا عاهدوا و الصابرين فى البأساء و الضراء و حين البأس. أولئك الذين صدقوا و أولئك هم المتقون". البقرة 177

الأربعاء

أعرف أنى لا أعرف

ورحلت يوما للمدينة
فى ركب قافلة ممزقة حزينة
كنا أهلنا فوق أمى آيتين من الكتاب و كومتين من التراب
و قالبى طوب و طبعا ما تيسر من الدموع
يتجول فى الشوارع. يدقق فى البشر. يسمع صراخهم و همساتهم. يشعر أنه انتقل من عالم الوعى الى عالم اللاوعى. بكل لذاته و ترهاته. يسير بأنفاس لاهثة. ككهل فى السبعين من عمره. رغم وجهه الذى ينبض بالحياة. يشعر بشيخوخة أحاسيسه وكهولة قلبه مع أنه فى بداية مرحلة الشباب. مرحلة العنفوان. مرحلة الآمال و التطلعات. يخطو بخطى متثاقلة. يبحث فى العيون المتقرحة الحزينة عن نقطة نور. عن أمل يتراءى له من بعيد. عن نور يضىء العتمة. و يزيح السواد عن قلبه الممزق. أنا مجرد شاب ممزق مهلهل. لا أمل. لا عمل. لا طموحات. لا شعور. ترسخت لديه أسباب العداء و الكره وعدم المغفرة. يريد الصراخ. يريد أن يسمع البشرية أناته و أوجاعه. يريد أن يتمتع بمباهج الحياة و مغرياتها التى تزيد يوما بعد الآخر. لكن لا يعرف. يفكر كيف أن الانسان لا يكف عن المعاناة أو التفكير فى مأساته الدنيوية. يشعر أنه آثم لمجرد التفكير فى متع الحياة. و لكن ما السبيل الى الخلاص؟ يتذكر آية ظل يرددها فى داخله بقوة :" لقد خلقنا الأنسان فى كبد". نعم. حياتى بلا راحة و بلا متعة. حياتى كروب متراكمة. أكوام من الأحزان تتراص فوق بعضها البعض حتى تكاد تخنقنى. أصبح جسدى بال و أنا الشاب. أشعر بحالة من الضياع. أفتقد الشعور بالأمان. أبحث عن هويتى فأزداد يأسا و اغترابا. أبحث عن حقى فى حياة سوية فلا أجد. أبحث عن حب ينتشلنى من بئر الأحزان العميقة فأصاب بخيبة أمل و احباط. كل ما أصبو اليه لا يتحقق. تركت الحياة و اعتزلت و انكفأت على ذاتى و تقوقعت و لم أفلح. خرجت الى الحياة لأكون عربيدا آثما و لم أفلح. أشعر بنار تأكل صدرى. نار الصراع المحتدم بداخلى. خمد لدى الابداع. و تلاشت الأفكار و صرعت الآمال
يا دفتر الأرقام ما ثمنى؟
أنا مثل التراب بلا ثمن
لا شىء بالمجان غير الموت
لكن
لامفر من الكفن
لم أعد أفكر بشىء غير الانتحار. لكن. حتى حرية الموت لا أملك لها اختيار. تناسيت احتياج جسدى و روحى. تناسيت آدميتى كى اتمكن من العيش. نضب لدى الإبداع و فرغت القدرات. فما أنا الآن؟ أأنا من بنى الانسان؟ أم أنا من الهوام؟ أنا حتى لا أساوى التراب. فقدت حضن الأهل. حتى الوطن لم ينصفنى. فبت غريبا و حيدا. أنا مجرد شاب ممزق. أنا من تفنن الوطن فى صناعة آلامه. أنا من حطم الوطن أحلامى. يعيش كالمغيب فلا رأى له ولا قرار. لا يملك حتى تقرير مصيره. فكيف أطالب بكل هذا و أنا لا أملك حتى الكفاف؟
أصبو إلى وطن تتحقق فيه أحلامى. أما الآن فهى مجرد أحلام مبتورة. قضت عليها كتائب الأحزان و الهم قبل أن ترى النور. أحلامى بلا أجنحة. أشتاق إلى انسانيتى . أنطلب الكثير؟ أم أننا فى هذا الوطن الممزق تعودنا على القليل و رضينا بالفتات؟ أريد ألا تنتهك آدميتى. أريد أن انعم بالأمان. أخشى دوما على كرامتى. أريد أن احظى بأرادتى. لا يشعر بقيمة النفس. فنفسه ظلام. يتمزق فى اليوم مائة مرة. أسأل نفسى: كيف أحقق طموحاتى وأحلامى و أنا مكبل مقيد؟ ما الجرم الذى ارتكبته لألقى مصيرا كهذا؟ أندفع ثمن الصمت و السكوت؟ جسدى موات. أمن المعقول أن نحيا الحياة هكذا؟ أنرضى بحظنا ؟ أم نخوض المعركة التى لا مناص من خوضها؟ أم أن الناس من هول الحياة موتى
على قيد الحياة*. لكنى مللت الأنتظار. فارفعوا الستار و ابدأوا حوار الحرية كى تتمكنوا من النوم ليلا دون عناء دون وخز ضمير
يا دجى.. يا صمت .. يا جنون
أنكون يا ترى أم لا نكون؟
يا سؤالا حائرا منذ قرون
هائما ليس يقر
عندما أنزل الى الشارع. أخاف من كل شىء و من أى شىء. أشعر أنى مراقب. فلا تركتنى عيون ولا صمت عن آذان و لا أشيحت عنى وجوه. أشعر أن الخطر قادم نحوى. أبدأ بتحضير الوجوه التى سأركبها واحدا تلو الآخر. أحيانا أنسى من أنا. أفزع من مجرد التفكير فى هذا. لكن أتسأل: من أنا حقا؟ سؤال ظلت البشرية جمعاء تسأله و تنتظر الرد عليه و ما من مجيب. أكون أو لا أكون؟ سؤال عائم لزج لا تستطيع الامساك به أو التغلب عليه. أشعر بغصة و مرارة مذ أدركت ما حولى. صغير. كبير. رجل . امرأة. كهل. محترم. عاهرة. ماجن. ذو دين. منحل. كل مهان فى هذا الوطن. أشعر أحيانا بحرارة الموت. تظل ترتفع و ترتفع حتى أشعر بأنها ستفتك بى. عندى شعور حاد بالوحدة و التخبط. أبحث عن قدوة فلا أجد. يسيطر على التشاؤم و السلبية. من يقول لى كيف أتخلص منهما؟ أريد التنصل من وطنى و أهلى و لا أعرف. أعرف بأنى لا أعرف. وعدم معرفتى سبب شقائى. و معرفتى أيضا سبب شقائى. فكيف السبيل اذا الى الراحة؟
أنا بصقة قبر
أنا خفاش عجوز
يكره الضوء كما تكره أنت الظلمات
أيها الضارب فى التيه بليل
كيف فى التيه المفر؟
يا صديقى.. خذ طريقى.. و انتحر
أرى أناس صكت على وجوههم علامات الذل و الخنوع. فأخشى أن يكون مصيرى هكذا. ما العمل اذا؟ أهرب؟ أم أنتحر؟ و ماذا سيكون مصيرى بعد ذلك؟ راحة و هناء؟ أم شقاء و عذاب؟ حتما سأفقد كل شىء. منذ زمن كفرت بالعروبة و القومية. كفرت بالشعارات. أشياء تربينا عليها و تنصل منها الآباء بعد ذلك. أنا حتى لا أعرف النظم السياسية و الديكتاتوريات. فكيف لى أن اطالب بالديموقراطية. أنا أعرف أنى لا أعرف شيئا على الاطلاق.لم يبق لى شىء. أخاف ألا أكون على الدرب الصحيح
اذا من أنا؟ شاب شاخ قبل الاوان. لا يجد الراحة. لا يجد الحب. يبحث عن الامان و تحقيق الاحلام. مهان. خاضع. خانع. ذليل. فقد الثقة بالنفس منذ زمن. الجميع يفقدوه العزيمة و القوة. حرفة امتهنتها جموع الشعب منذ فترة طويلة. متخبط. لا يشعر بالانتماء و يهزأ من كلمات النشيد الوطنى. بلادى لك حبى و فؤادى. كيف أعطيكى اياهم و أنا حتى لا أملكهم؟ فقد الهوية. كفر بالعروبة و القومية. لا يملك شيئا من حطام الحياة
فما الذى تعطى لنا؟
ماذا تبقى عندكم؟
لم يبق شىء
فاهنأوا.. طوبى لكم
الأشعار هنا للعظيم نجيب سرور و الجملة المشار اليها بنجمة هى أيضا سطر من سطوره. أرجو أن تكون حظيت أخيرا بالحرية أيها الفارس النبيل

الأحد

الدواير

عندما سمعت أغنية مروان خورى الرائعة جدا لم أتعجب عندما عرفت أن هذة الكلمات الرائعة و البديعة لعبد الرحمن الأبنودى. هذا الرجل الذى أثرى الشعر العامى بكلماته البسيطة و العميقة و أسر قلوبنا و عقولنا. هو حقا شاعر مسكون بالناس. "الأبنودى شاعر شعبى بحق. يخطىء كما يخطىء جمهوره. و يصيب كما يتمنى هذا الجمهور أن يصيب. يأخذ اللقمة من فم الناس ليمزجها فى خل مرارته و عسل سخريته و دسم رؤيته ثم يعيدها اليهم مرة أخرى". هذا ما قاله عنه محمد القدوسى فى دراسته النقدية عنه
فى سطرين يؤكد الأبنودى على علاقته الوثيقة بهموم الناس فهم يحلمون بحياة أفضل و حياة أحسن بها الفرح و لكن أنى لهم بتحقيق الأحلام المبتورة بلا جناح "نحلم و نحلم بالحياة - و أتارى أحلامنا بلا أجنحة". حقا تعجز كلماتى البسيطة أن تصف شعرك البديع

الدواير

بنلف فى دواير

و الدنيا تلف بينا

ودايما ننتهى

لمطرح ما ابتدينا

طيور الفجر تايهة فى عتمة المدينة

بدور

مبنكتبش الرسايل

مبننتظرش رد

لحد فى يوم سمعنا

و لا بنسمع حد

طيور العمر تايهة فى عتمة المدينة

بدور

ساكنين فى عالم بيعشق الخطر

فيه الطيور تهرب من الشجر

وتهرب النجوم من القمر

وتهرب الوجوه من الصور

بنلف فى دواير ندور على الأمان

و نلاقينا رجعنا تانى لنفس المكان

ندور.. ندور.. ندور

نحلم و نحلم بالحياة المفرحة

و أتارى أحلامنا بلا أجنحة

بلا أجنحة

ندور.. ندور.. ندور

بجناح حزين مكسور

ساعات نشوف فى العتمة

و ساعات نتوه فى النور

ساعات عيونا بالأسى تفرح

و ساعات فى ساعة الفرح منوحة
لسماع الأغنية اذهب الى هذا اللينك
http://arabic.salmiya.net/songs/marwan/rm/marwan26.rm

الجمعة

واقع فتاة



-أ-

هى تنظر حولها فى استغراب. تلتقط أنفها روائح مختلطة. تعبث فى شعرها. تحاول أن تتغلب على خجلها. أناس يتحدثون. و آخرون يقرأون. و بعضهم يتجادلون. تعلو الأصوات تارة ثم تخفت لتتحقق لحظة من الصمت الجليل. صمت أشبه بدقيقة الحداد. ما يلبث أن يتغير فى أقل من ثانية. تضع يدها على خدها لتتأما هذة السيمفونية البشرية فى شكلها الأكثر تعقيدا. تسمع نبضات كفها. تتابع بشغف تلك السيمفونية الإلهية البديعة. دم يتدفق. أذين و بطين. و نبضات تعلو و تخفت فى إجلال. تجلس فى هذا المقهى بمفردها دائما. شخص يدفع الباب بشدة و يدخل المقهى . يدخل عليها لاهثا و يقول أسف على التأخير. تعاتبه بشدة على تأخيره. يكرر أسفه مرات عدة. يتبادلان الحديث و يضحكان. يفكران فى المستقبل المشرق. حياتهما مليئة بالطموحات. يدفع الحساب. يخرجان سويا. تودعه. يذكرها بلقاء الغد. تقول له لا تتأخر. يبتسم. تبتسم. اعتادت الوحدة منذ فترة. لم يعد يؤثر فيها شىء. فى بادىء الأمر نظر الناس لها بريبة و استغراب. تحاول الهاء نفسها. توارى خجلها بأى طريقة. كان الأمر صعبا ثم ما لبث أن تعودت. تمرنت على التجاهل و الامبالاة. لم يعد قلبها يخفق مثل السابق خوفا أو خجلا. ألف الناس جلستها بمفردها. لم تعد تهتم


-ب-

تذهب إلى المكان ذاته. تتفحص الوجوه. و بعد فترة تختلط عليها. لم يعد شىء يهم بعد الآن. كل شىء فى الكون يعلو و يهبط يخفت و يسكن. حتى المشاعر تصل الى أوجها وفجأة تنهار و تسقط. فلا مشاعر و لا أحاسيس. تطلب المشروب ذاته. أناس فى الداخل و الخارج. تنصت إلى وقع أقدامهم. ايقاع بديع و منظم. تشم روائح عطرة.سألها اذا كانت تحب السفر. لم تكن تحب التنقل أو التغيير. تحب بيتها. للبيت رائحة خاصة. أنواره باهتة. صالون مريح. ألوان هادئة. يربت على كتفها. هى صامتة. يسألها: مالك؟ لا تعرف ماذا جرى لها اليوم. تشعر بأنها غريبة. تميل الى الصمت أكثر من الكلام. هو مازال يتكلم. وهى تزداد صمتا. تتكلم عندما يذكرها بأول يوم التقيا فيه. ما أجمل هذا اليوم.تتذكره بتفصيلاته. نشوة الكون. وفرح يغمر القلب الحزين قبل اللقيا. سماء صافية. عصافير تغرد. أناس يبتسمون. يميل عليها و يهمس فى أذنها قائلا: أحبك. هى تحبه كثيرا. لم تجد غيره لتحبه. تعودت على وجوده. تمل منه أحيانا. يفترقا على وعد باللقيا بعد غد. يتشاجر بعض الأشخاص فى الطاولة المجاورة لها. صراخ أطفال. أصوات عالية تحمل شجون و آلام. حتى الصراخ والصياح سيمفونية بديعة. كل شىء منظم و مرتب. يسألها النادل إذا كانت تحتاج الى شىء آخر. ألف الجميع وجودها. عندما تتغيب يوما يسأل الجميع عنها. أصبحت مشهورة. لا تكترث


-ج-

تتأمل المقهى من حولها. نوافذ زجاجية كبيرة. طاولات خشبية. مزيج من الألوان البنية و البرتقالية. تتطلع الى السقف. يشبه أسقف المساجد بألوانها المتداخلة. نقوش بديعة. تتفاعل مع النفس لـاخذك الى عالم السحر و الجمال. مصباح كبير يتدلى من السقف. تتحد فيع النقوش مع الألوان فى تناغم بديع. كل شىء فى نظام و ترتيب. النظام يطغى على كل شىء فى الكون. ذهبا سويا الى القلعة. مكان يحتضن الماضى و يمتزج بالحاضر. يدخلان معا مسجد محمد على. يتأملا السقف البديع بنجفته المتدلية فى خشوع. ألوان ممتزجة دون تعقيد. كل شىء ينضح بالبساطة و الدقة و الاتقان. كل شىء موضوع فى مكانه الذى خلق له. أرضية المسجد مفروشة بالسجاد الأحمر. منبر خشبى رائع. تسمع أصوات همس ندية. و روائح تملأ المكان. تملأ الوجدان بالرضا. خرجا وهم يرددان معا: الله ما أجمل هذا المكان. عائلة تجلس على الطاولة المجاورة لها. يهمس الأب فى أذن ابنه بشىء. تتعالى ضحكاتهما. تخشى الضحك أحيانا. تتذكر أنها ضحكت مرة حتى دمعت عيناها. فتمتمت على الفور: اللهم اجعله خير. تعرف أن الأوقات السعيدة تتبعها أخرى سيئة. سمعت أمها تقول هذا. ومنذ ذلك اليوم ترسخ لديها هذا الاعتقاد. أصبحت تخشى الأوقات السعيدة. لم يعد هذا يهم الآن.


-د-

تتمشى قليلا. تتأمل حركة الكون و الخلق. الحزن مرتسم على وجوه الخلق المتعبة. تشعر أحيانا بخفة جسدها. أصوات منشدين تتردد فى كل مكان. تشعر بنسمات تصوف دافئة. لكن أصوات صراخ فزعتها وهزت قلبها المرتعش. تقرأ فى الحديقة. تسمع زقزقات الطيور. تشم رائحة الزهور الرائعة. نور السماء يخفت تدريجيا. و أجواء الغروب تغمر المكان بلون داكن يبعث فى النفس الأمل رغم سمرته. يربت على كتفها. تفزع بشدة. تنهره. تعاتبه بشدة: لا تفعل هذا مرة أخرى. يمتثل لها فى الحال. كان مصابا بحالة من الطاعة الشديدة. طاعة أرضت غرورها. تستريح قليلا من أثر الفزع. تتأمل الناس من حولها. وجوه غاضبة. وجوه حزينة. وجوه متجهمة. وجوه ارتسمت عليها المعاناة تاركة ندبات لا يقوى الزمن على محوها. تتأمل حالها أيضا. كل يشعر بالوحدة و الضجر. تجلس صامتة. يتعجب من هدوئها. يسألها: انت فى ايه النهاردة؟ مالك عاملة كده ليه؟ ترد بفتور: لا شىء. أبدا. بعد فترة من الصمت تخبره أنها تشعر بأنها ستنتهى وحيدة فى هذة الدنيا. يتعجب من قولها. يسألها: و أنا رحت فين؟ كأنها لم تسمعه. تكلمت عن خوفها من أن يتركها. وعن شعورها بالملل و السأم. أخذ يتأملها فى هدوء و ارتسمت ابتسامة على وجهه النحيل. قبلها على جبينها. طمأنها. اطمأنت للحظة ثم عادت الهواجس تنهش فى قلبها. أصبحت تعيش فى حالة من الترقب. عصبية و حادة المزاج. و أيضا نكدة. احتملها و صبر عليها فى أول الأمر. لم تفلح مجهوداته فى اقناعها بأنه يحبها و لن يتركها أبدا. مر الوقت طويلا و ثقيلا. كانا يتقابلا كل يوم. اتسعت الفجوة بينهما. تقابلا مرتين فى الأسبوع. اتسعت الفجوة أكثر. حتى مل منها و سأمت منه ومن خوفها. لا سبيل الى التراجع. تتحدث معه وهو معها و ليس معها. حطم الخوف كل شىء. زلزل الشخصين و ترك فراغا كبيرا من الصعب رتقه. دمر معه المشاعر والأحاسيس. ضاع الحب. تمشى بخطى متثاقلة الى البيت. تدخل فى هدوء كى لا توقظ أحدا. تسمع نقر المطر على الزجاج. تنظر الى السماء بجزع. تغلق النافذة. يغشى السكون المكان. وتتلون الحجرة بألوان داكنة. ترقد فى سريرها و تحكم الغطاء عليها. تغط فى سبات عميق.

الثلاثاء

سارق الحياة

-أ-
تقبع فى ركن بعيد. تفكر فيما آلت اليه الأمور. خمس و عشرون عاما قضتها وحيدة بين جدران أربع. ترجع بذاكرتها يوم بلغت. شعرت بخوف شديد من مجرد التذكر.لم تكن أبدا سعيدة ببلوغ مبلغ الكبار. فجأة تعاملوا معها على أنها امرأة. ودت لو تبقى طفلة إلى الأبد. فهى منذ ذلك اليوم تعيش حياة الرهبان الجبرية. تعودت على صمت الجدران. ماتت أمها منذ ولدتها. لم تتعرف عليها الا من خلال الصور. تشعر أنها تريد التحدث معها. تسمع موسيقى روحها التى تئن. فلقد مضت سنون و هى تنتظر أن يفك القيد. لكن ما من فائدة. تود لو تكسر القيود و الأغلال. لكنها تخشى العصا و تخاف العقاب. مذ كبرت تغيرت معاملة والدها لها. باتت تخاف منه كثيرا. أصبح عصبى المزاج هائج طوال الوقت. أغلق نوافذ حجرتها حتى لا يراها الناس. أصبح يتعامل معها كأنها عار. و هى التى لم تقترف ذنبا بعد. أول الأمر كانت تعاتبه. فيشيح وجهه عنها. يتمتم بكلمات لا تفهمها. ينهى المناقشة قبل أن تبدأ. تسأل نفسها ما الأثم الذى اقترفته. تبحث عن اجابة فى طيات نفسها فلا تجد شيئا على الاطلاق. مجرد طريق مظلم مفروش بالأوجاع. تهمة الأنوثة تلاحقها فى عالم لا يعترف الا بالذكورة. تشعر بأنها عصفور محبوس مكبل. وهل يتحمل العصفور العيش وراء القضبان؟
-ب-
تستمر القسوة بل تزداد يوما بعد يوم. تألف الألم و الشعور بالقهر. تود لو يضمها بقوة و يقول لها أحبك يا ابنتى الغالية. تتذكر يوم نجحت فى الثانوية العامة بمجموع كبير. كانت الفرحة تغمرها. ودت لو تطير الى البيت. و عندما رأت وجهه العابس الصارم و قسماته التى تدل على الامبالاة دب الخوف داخلها. عقد لسانها. أخبرته وكأنه لم يسمع. لاقى الخبر ببرود لم يكن غريبا عليها. عيناها تحجرتا من كثرة البكاء. حتى البكاء أصبح مستحيلا. ما الجدوى من الحياة مع أب كهذا. وعندما دخلت الجامعة بدأ الاضطراب يزيد. فهم يعيشون فوق صفيح ساخن. توتر قلق غضب. وصل البيت الى ذروة الغليان. يبدأ النهار بالتعليمات و ينتهى بالتحقيق. ماذا أخذت فى المحاضرات. ماذا أكلت. و الأهم مع من تحدثت. و دت لوتقول له أنها تتمنى رضاه. وأنها لن تفعل شىء يشعره بالعار أو بالمهانة. و لكنها ركبت قناع التحدى و العناد. تتمنى أحيانا أن يموت أو ان يقضى عليه مرض ما. و لكنها تشعر بأنها أفكار آثمة. فتتراجع. و تسلم فى نهاية الأمر بأنها نوع من القيود اللذيذة. فهو يخشى عليها من الناس و على الأخص الشباب. ترى فى عينيه نوع من الحسرة. سمعته مرات عدة وهو يقول أنه كان يتمنى ان ينجب ولد. ليحظى براحة البال. تفاجأت و تضايقت فى بادىء الأمر. لكن بعد حين تساوى لديها كل شىء. أصبح كل شىء يشوبه السواد. فقد جفت عواطفها منذ فترة.عندما سمعت كلمة الحرية لأول مرة. سألت أبيها : ما هى الحرية و كيف ينعم بها الفرد؟ و ما هو الاستقلال؟ هجم عليها و أحست أنه سيثب عليها كالفهد ينهش لحمها و يقطعها أشلاء. قال لها: من أوحى لك بهذة الأفكار؟ ترددت وقالت له بعد فترة وجيزة بشىء من الهلع و الرعب: قرأت عنها فى الكتب و المجلات. سمعته يغمغم : تعسا لمن يريد تعليم فتاة. تشتاق الى أمها. ترى طيفها عندما تتألم أو تشعر بأن نهاية الحياة قد قربت. تستحضر روحها و تلومها. ودت لو تذهب اليها و تبقى الى جوارها. يقطب و يقول لها فى حزم: الحرية للرجال فقط. لتبقى نسمات الحرية بالنسبة لها حبيسة الكتب و المجلات. أهذا حال كل الفتيات أم انا فقط؟
-ج-
بعد التخرج. تصبح الأيام حافلة بطموحات منها العظيم و منها التافه. جاءت لها خاطرة كانت تتهرب منها طوال حياتها. لم تتعرف قط على شاب. لم تبادل أيا منهم حتى مجرد النظرات. ظلت تتسآل من هو فتى أحلامها. لم تجد اجابة كالمعتاد. فهى تخشى الرجال. تتمنى زوال عقلها ووعيها و تلاشى الأحساس المرير بالزمن. كانت تراقب الفتيات من أصدقائها يتبرجن و يتجملن من أجل الشباب. كانت تارة تحسدهم و تارة تنعتهم بالتفاهة و ضيق العقل و الأفق. استمرت القسوة و البرود. و تلونت حياتهما بلون رمادى كئيب. لم تعد تطيق نفسها. تمنت الموت. حدثته بأنها تريد أن تعمل. تجاهلها. ثم نهرها بشدة عندما أحس بأصرار من ناحيتها. لن تعملى كفانا شقاء. انتهت المناقشة. أريد أن أرى الحياة و أتعرف على الناس قالت بوهن مشوب بأصرار. حدثته فى الأمر عدة شهور. وافق على مضض. زاد القلق و التوتر. يا ليتها كانت ذكر. تتذكر أمها. تناديها بأعلى صوت. صوت مليىء بالأنات و الأهات. تتعب من كثرة النداء . فلا مجيب و لا معين. شعرت بأن شخصا ما يحاول ان يتقرب منها. حاول معها جاهدا دون جدوى. لقد ماتت المشاعر وقتلت الأحاسيس. تعب من الجرى ورائها. تقدم لخطبتها. رفض الوالد. كرر المحاولة لكن دون جدوى. اتهمها بأنها تمشى على حل شعرها. أرغمها على الجلوس فى المنزل وترك العمل. حدثت نفسها بالأنتحار. ترددت بعض الأبيات فى ذهنها: حتى حرية الموت لا نملك لها اختيار. فكيف الخلاص؟
-د-
فجأة يسمع صوت صراخ. تفجرت مشاعر الفتاة. ظلت تصرخ بهستيريا فى والدها. بدأت المعركة الشعواء. ظلت تتكلم دون وعى كمن أسكرته الآلام. تعنف و تسب و تلعن. أمسكت برقبته و قررت انهاء حياته. هزت جسده بعنف. و أخذت تخنقه بكل ما اوتيت من قوة و الذكريات تندفع كحمم بركان خامد منذ فترةطويلة. ولكن ما الفائدة. فقد فارقت الروح جسد والدها منذ عدة أيام. موضوع على السرير وهى تراقبه و لا تصدق انه مات. تتكلم مع ميت منذ عدة أيام. و ما الفارق؟ فهو ميت بالنسبة لها حتى قبل أن يفارق الحياة. لما واتتها الشجاعة بعد موته؟ لما لم تقاوم؟ لما لم تحاول الحصول على حريتها و خاصة حرية الاختيار؟ تركت جسده مسجى على السرير. وظل السكون سيد الموقف بعد حياة مليئة بالحراك. و عندما فتحت لها الحياة أبوابها. توجست و خافت. حبيسة كانت وحرة الآن. لا تعرف كيف تحصل عليها او تستمتع بعدم وجوده . فقررت أن تظل حبيسة الجدران الأربع مع والدها الميت

السبت

وجوه الخلق






فى كل مرة أهم بالذهاب الى العمل، لا أعرف لما تنتابنى رغبة ملحة بالابتعاد عن الشارع.. لما أصبحت وجوه الخلق متعبة هكذا؟ اختفت الابتسامة من على الوجوه و أصبح كل شىء فى الحياة يغلب عليه السواد.. و عندما أتلفت حولى أجد تارة أناس متجهمون.. و تارة مقطبون.. و تارة يتجادلون و تعلو أصواتهم بالصياح و ينتهى الأمر بخناقة كبيرة.. و على الجانب الآخر أناس أكل الهم أجسادهم و أصيبت قلوبهم بجروح عميقة وغائرة.. و عندما أقرر النزول و أركب المترو ، عذاب يومى يضيفه الأنسان الى سلسلة عذاباته اليومية، أختنق من كثرة الناس و أشعر أنى أريد إبادتهم أو إبعادهم عن القاهرة، المملوءة بالزحام و الأوجاع

و أشد ما يصيبنى بالأختناق هو أحاديث الناس التى تنم بصورة أو بأخرى عن يأس شديد و استسلام و هوان أو أحاديث عن النساء و الرجال و الزواج تلك الأحاديث البالية المملة.. أشعر بالعجز الشديد ازاء احاديث كهذة.. لماذا ارتضينا بشراء قوتنا و سلامتنا بالخضوع و الذل و الهوان؟ سؤال لا يفتؤ يتركنى.. يطاردنى فى صحوى و منامى.. أضيق أحيانا بمتاعب الناس بل و أشعر بأنى أقسو عليهم، فهم تركوا أنفسهم ليكونوا ورقة تذروها الرياح فلا تماسك و لا بنيان.. ما جدوى الحياة فى وطن تشعر فيه أنك ممزق و مهان؟ أم أن الأرض ضاقت علينا بما رحبت؟ و لماذا لا تقوم لنا قائمة؟ أما زال فى الجسد الواهن أمل؟ و يسير الوقت بطيئا حتى أكاد أحس بأن عقارب الساعة لا تتحرك.. و أنظر الى الأعداد الهائلة من البشر و أرى باعة و متسولين و أناس شرفاء ذلوا بعدما عزوا.. يمدون الأيدى مطأطئين الرأس من شدة الخجل و شعور بالعار يلفهم ، فلم يجدوا بدا من ممارسة أحقر الأعمال.. و أرى صغارا فأشفق عليهم من ظلام مستقبلهم.. كثرت أعدادنا فازداد فقرنا و ازددنا بؤسا و شقاءا و ذلا و هوانا و خنوعا و خضوعا و استسلام..وتجد أناس ترفع الأكف إلى الله تشتكى إليه بؤس الحال و قصر ذات اليد و امتلاك ضمير فى زمن عزت فيه الخصال الحسنة.. يار ب لما تركتنا تحت رحمة من لا رحمة له؟ أتعجب من هذة البجاحة.. أيغير الله قوما لا يريدون تغيير أنفسهم؟ و أريد الالتفات لأقول لهم : إن الله لا يظلم أحدا.. بل أفيقوا من سباتكم الطويل لعل الله يأتى لكم بما تريدون.. و تأتى المحطة التى سأنزل فيها و أحمد الرب على ضبط النفس و كظم الغيظ من أناس لم يفلحوا فى شىء الا الشكوى و الترحم على الماضى الجميل فهم يلعنون و يسبون وعندما تأتى اللحظة الحاسمة أو تبدو أى بادرة أمل فى الأفق المظلم يتراجعون خوفا على العيال و الرزق.. لو أنكم تؤمنون حقا لعلمتم أن الرزق بيد الله و أن شجرة الحرية لابد و ان تروى بدماء التضحية .. و أنه لا عيش هنيىء للجبناء.. نعم نحن جبناء.. أرجع بالذاكرة الى أيام البطولات.. ايام الشجاعة و الإرادة و الإباء .. أيام من ضحوا بحياتهم دون التفكير فى الرزق والعيال لإيمانهم العميق بقضيتهم.. أيام الشهداء و الأبرار رموز الفداء و العطاء و الإيثار.. و ما هذا ترحما بل استحضارا لهذة الرموز و هذة القيم التى أصبحت الآن قابعة فى متحف النفس.. و أركب مرة أخرى لأصل إلى العمل بأقصى سرعة ممكنة فى أزحم بلاد الله.. و أود لو أملك جرافة أقتلع بها الناس من الجذور و ألقى بهم جانبا.. كم أتوق الى الهدوء و صفاء النفس و السكون.. وعندما أصل أخيرا إلى العمل أشعر بالأعياء.. و أحس بتأنيب الضمير على أفكارى العدوانية تجاة هؤلاء الناس المساكين فهم لا يستحقون منى إلا الشفقة

و لا أعرف لما أشعر بالسأم و الملل و الكآبة تنضح على عندما أصل إلى عملى.. أشعر بأن أحدهم سيهم بالفتك بى.. و لا مناص من عيون تراقب و لا مفر من أناس كرسوا حياتهم لمعرفة ما يدور فى حياة الآخرين يحشرون أنوفهم فيما يعنيهم و فيما لا يعنيهم.. أشعر بأن أوراق عمرى تتبعثر و أن أوراق روحى تتساقط .. أشعر بأنى فى خريف العمرو قد تركت الشيبة فى داخلى أثارا لن يمحوها الزمن بسهولة.. أضع القناع و أحاول اصطناع البسمات و فى داخلى شعور بالفشل و لكن على ما يبدو ينجح الأمر و يصدق من حولى بمدى السعادة التى أنا فيها.. فلا هموم ولا منغصات.. و يمر اليوم مثل سابقيه برتابة و ملل.. حتى أبدأ طريق العودة إلى المنزل أو الذهاب لأحدى الصديقات.. أشعر بأنى حمار لديه مهمات لا يستطيع الفرار منها فهو غير قادر على التعبير أو حتى مجرد اظهار آلامه.. يئن فى صمت و لا يقوى على البوح.. أشعر بأغلال و قيود تسلسلنى من كل جانب.. مجتمع مريض مغلوب على أمره مكبل هو الآخر بأحقر القيود.. رجال ملوا من الكبت و الحرمان فراحوا يطلقون شرارهم و شرورهم على البنات كأنهم مغيبى العقل.. و أناس وقعوا فى براثن الخرافات و قراءة الكف و فتح المندل و التبرك بالأولياء و الأشجار.. كأنهم ما عرفوا ربا وما تنزلت عليهم رسل ولا أنبياء.. ضاقوا بحالهم فلجأوا الى الخرافات.. و شغلوا أنفسهم بالتفاهات.. أشعر بالخوف من أن يصيبنى انفصام الشخصية و اضطراب السلوك الذى أصاب معظم الناس إلا من رحم ربى.. فتجد أشخاصا يرتكبون الفواحش و الموبقات و يدخلون المساجد للصلاة بكل ثقة كأنهم لم يفعلوا شيئا قط.. و أناس آخرون يصلون و يزكون و يصومون و يكفرون أيضا.. تجد الخلاعة و التقوى فى مكان واحد.. هل هذا معقول؟

و تجدا أناسا يتشدقون بالحرية و الديموقراطية فلا تجد لا حرية ولا ديموقراطية و لا شىء على الاطلاق.. بل قمع و تنكيل حتى فى بيوتهم.. فترى الواحد منهم يقهر بناته و يتسلط عليهم لا خروج و لا تأخير و لا كلام فى التليفون كأنهن دخلن فى الرهبانية الجبرية و يلعنون الزمن الذى آتاهم بالبنات ، وجع القلب.. وعلى الجانب الآخر ترى الحرية يتمتع بها الذكور و تعطى لهم كل الصلاحيات لأنه من وجهة نظره رجل و الرجل يفعل ما يحلو له..فتنشأ العقد و يصاب نصف المجتمع بجميع الأمراض النفسية و تنشأ أجيال على قلة الحيلة و انعدام الاختيارو التذبذب.. وأتسآل متى سنتخلص من كل هذة العادات البالية و التقاليد الواهية التى وضعناها بأنفسنا لمزيد من التنكيل و الإمعان فى الفتك بالذات؟؟

أصل إلى البيت بوجه شاحب مليىء بالوهن و التعب .. أرغب فى الهدوء و لو للحظة.. أشعر بأنى فقدت القدرة على الكلام فأنظر إلى والداى و أرمى عليهم السلام و يسألوننى السؤال المعتاد: كيف كان يومك؟ و أجيب الاجابة المعتادة: عادى لا جديد.. لتستمر الحياة هكذا و لفترة لا أعرف ان كانت طويلة أم لا.. فيزداد مع كل يوم جديد شعورى بالوحدة و العجز حتى يصبح قلبى و عقلى فراغ .. وحتى يشيب البدن المتعب.. فيصبح أكثر تعبا و تهالكا و أموت دون تحقيق أى هدف لى فى هذة الحياة.. فما جدوى الحياة من الأساس؟؟

الخميس

يوم آخر

يوم آخر
بوركت فيه الأحزان
وأسدل الموت فيه الستار
على حياة من بنى الانسان
وعلى كل الأحباء
وعلى البهجة
وترك شعورا بالغثيان
فالموت كشر عن أنيابه الحادة
و لا سبيل الى الخلاص
أو الفرار
وخيمت الألوان الرمادية على المكان
وعلى الأشخاص
وعلى قلبى
لكم يبدو كئيبا هذا المكان
ما فائدة العيش فى هذا العالم؟
بل هذة الدنيا؟
تبدو من الداخل كفتاة بلهاء
أو كخرقة مهلهلة
ما الجدوى من الحياة؟
تحت هذا الحطام
ومع كل هذة البشاعة
ولكن ستمضى بنا الحياة
بضوء الأمل الذى يخبو
ويحبو فى كثير من الأحيان
وبعد حين سيتلاشى
وتملأ الأقذار العالم
يوم آخر
تحطمت فيه القلوب
وتشوهت فيه السعادة
واتشح الهواء بالسواد
ولفظ الحب أنفاسه الأخيرة
تاركا الدهشة على الوجوه المجعدة
و شطرت الضحكات
وماتت البسمات
وتوردت الوجوه بنضارة الموت
فقد غشى المكان
غشى القلوب المطعونة
و الأبدان المنهكة
كم كان الخبر قاسيا
خبر انتصار الموت و موت الحب
آآه
كم أشعر بالعجز
كم أشعر بقسوة الفراق
وصارت أكفان الأحزان تلفنى من جديد
و انتصر على وحش الوحدة و الضجر
و أصبح قلبى فراغ
خواء
صحراء جدباء
ولكن
لا سبيل الى الخلاص
أو الفرار
فلقد قدرت لى الأحزان
يوم آخر
تجرعت فيه الألم
ونقطة الأمل باتت أبعد
كضوء قنديل فى مسجد عتيق
ماذا تقولين يا فتاة؟
استسلام و انهيار؟
ثورة و بكاء؟
وماذا بعد الضياع؟
فتلمسى بقعة الضوء يا فتاة
ومدى الى قلبك العون
عله يرتاح
عله يشتاق من جديد
ليحزن من جديد
على حب ضاع
وأطلقى لقلبك العنان
ودعيه يموج فى البحار الهادئة
أو دعيه يرتع فى الحقول الخضراء
وجددى النشاط
وانزعى عنك ملابس الحداد
وانفضى الضجر عن الوجدان
واتركى قلبك يفيض إلى عالم الروحانيات
ليطير فى الفضاء الواسع
يودع الأسقام
يودع الجروح الغائرة
يودع الأحزان
يمد الخطى الى عالم الشفاء
عالم بلا أوجاع.. بلا عناء
لتمنحى يومك ميلادا جديدا

أبيات لا تدعها تمر مر الكرام

عنى خذوها و قولوا قال بشار
لا تدعوا العجزما فى العجز أعذار
تعمد المرء للنسيان تذكار
وبعض ما حزنوا فى حزنهم عار
و العار فى الناس بالإخفاء ينكشف
لا تدعوا العجز فالأعمى له بصر
والريح مجتاحة يجتاحها الشجر
كما تكسره فالريح تنكسر
لا يعذر الموت من يأتيه يعتذر
وقوة السيف فاعلم، أصلها رهف
كفوا لسان المراثى إنها ترف
تميم البرغوثى

الاثنين

ابراهيم



ابراهيم انت مهجة القلب
أنت من علمنى الحب
أنت من تشتاق الى
و أنا فى اشد الحاجة الى الشوق و الحب
ابراهيم.. أنت كائنى النورانى
أنت أيها الحبيب من غلف قلبى بالبهجة
أنت وحدك و لا غيرك من أشعر معه بالرضا
عندما تقسوعلى أو تتجاهلنى دون عمد منك
أشعر بالحزن ينغص قلبى المهلهل
ابراهيم
ما جدوى الحياة من دونك؟
ما جدوى العيش فى عالم متخبط متهالك
مبعثر من دونك؟
أراك فى حطام قلبى
أراك فى ضحكتى.. وفى صحوى و منامى
فأنت النجم البعيد الذى أصبو اليه
وعندما سألتك: أتحبنى يا ابراهيم؟
قلت لى و بمنتهى البراءة: نعم
قلتها دون تردد.. دون خشية
لم تحسب لها الحسبان مثل الكبار
لم تفكر كثيرا قبل النطق بها
آآآه
كم أشتاق الى العفوية و الصدق فى عالم الكبار
وعندما آخذك فى أحضانى
أشعر بأن أوجاع الدنيا قد ولت بلا رجعة
وعندما تربت على كتفى بحنان
أشعر بأنى أغوص فى بحر الحنين
نظراتك البريئة
ونحن نلعب سويا
تشعرنى بأنى فى عالم الاحلام الابدى
فى عالم البهجة المتواصلة
فى عالم اللاحزن
أشعر معك بتواصل غريب
فأنت الحبيب و أنت الونيس
قبل أن أراك
كان وجهى يكسوه الحزن
كنت متخبطة فى عالم الضجر
ابراهيم.. أنت من أرجع البسمة الى وجهى
أنت من أضفى على حياتى الضياء
ابراهيم
أرى نور الفجر ينضح من وجهك البرىء
وكلما أراك
أريد ايقاف الزمن
أريد الدخول الى عالم الابدية
ابراهيم
حبيبى
أخشى عليك من الايام
أخشى عليك من نظرات المجتمع
أخشى أن يهتكوا براءتك
فأنت فى مجتمع الذئاب
مجتمع القساة
سيجلدونك بسياط العذاب
على ذنب لم تقترفه
و أنظر اليك و أقول
بالله عليك لا تكبر
حبيبى
أقدرت لك الاحزان؟
أمصيرك حان؟
ليتنى أضمك الى صدرى
لأصد عنك الاحزان المنتظرة
و أستبسل فى الزود عنك
استبسال الابطال
فداك روحى وحياتى
يا مهجة القلب

ابراهيم
عندماأراك تبكى
أشعر بأن أوراق روحى تتساقط
أشعر بأن العالم انتهى
و الزمن توقف
وتراك السماء فتبكى هى الاخرى
وتبكى معك الاشجار و الطيور
ابراهيم
عبراتك تقتلنى
وتلفنى بأكفان الحزن
فأفكر أن أشترى لك العالم
أهديه اليك
كى تكف عن البكاء
و ألثم وجهك الطفولى بقبلات حارة
و أسألك: أتستحق هذة اللعبة كل هذا البكاء؟
وتسكن رأسك على كتفى
وتبكى
وقلبى يبكى
وأقول لك: هلا توقفت عن البكاء؟
و أفكر
ماذا ستفعل عندما تواجه الوجوه المكرمشة؟
وتصطدم بوجه الحياة القبيح.. القاسى
وعندما يمر يوم و لا أراك
أشعر بعاطفة جياشة تشدنى نحوك
أشعر بالشوق و الذوبان
كم أريد أن تبقى معى الى الابد
ابراهيم
أنت باب الرضا و الغفران
أنت نسمات الصيف الندية
ابراهيم
قبل أن أراك
كنت ساخطة على الاطفال
أطلق عليهم لقب الكائنات المزعجة
وكان قلبى خواء
بلا عاطفة .. بلا حب
لكن حبيبى..كل ذلك تغير برؤياك
وعندما قلت لى أنك تحبنى
لم أعرف كيف عافت نفسى الحب طويلا؟
فلتبقى أيها الكائن النورانى
نور حياتى.. وغذاء قلبى
وروحى التى تهيم فى عالم السعادة الابدى
ولتبعد عنك الأحزان
ولتعلم جيدا أنك أحسن البشر
و أجمل المخلوقات
و لتبعد عن آذانك البريئة كلام الوحوش القاسية
يا ليتنى أبعد عنك الألم
أحبك يا ابراهيم

السبت

عالم التدوين



أحب الكتابة كثيرا، كأنى أشد إلى عالم ملىء بالغموض، عالم يلهث فيه الخيال وراء الواقع و لا أحسب


أنى قادرة على الفرارمن هذة اللعنة اللذيذة.. حدثت نفسى بذلك و أنا أحاول أن أخط أول كتابة لى على المدونة.. أشعر كأنى طفلة صغيرة لازالت تتعلم الكتابة

لكن الكتابة كائن حى نابض فى العروق و الشرايين. ووقفت من نفسى موقف المراجعة و التأمل. ألكتاباتى هدف نبيل أم أنها مجردعبث؟

أشعر بأنى عصفور انطلق من القفص الى السماء الرحبة.. عصفور كان حبيسا لفترة طويلة داخل جدران العزل المصمتة.. لدى طموحات كثيرة و آمال أريد تحقيقها.. و بداخلى شعور بالسعادة طغى للحظات على نفسى الحزينة دائما.. لعل هذا الشعور المؤقت يقضى على ما أصاب قلبى و روحى من السأمة و الملل و الاحباط.. عله يقضى على الشعور المتواصل بالألم.. فإلى الاحلام التى استعصت و الى الافكار التى تبعثرت و الى الامال التى لم تتحقق بعد اهدى لكم هذة المدونة