الخميس

يوم آخر

يوم آخر
بوركت فيه الأحزان
وأسدل الموت فيه الستار
على حياة من بنى الانسان
وعلى كل الأحباء
وعلى البهجة
وترك شعورا بالغثيان
فالموت كشر عن أنيابه الحادة
و لا سبيل الى الخلاص
أو الفرار
وخيمت الألوان الرمادية على المكان
وعلى الأشخاص
وعلى قلبى
لكم يبدو كئيبا هذا المكان
ما فائدة العيش فى هذا العالم؟
بل هذة الدنيا؟
تبدو من الداخل كفتاة بلهاء
أو كخرقة مهلهلة
ما الجدوى من الحياة؟
تحت هذا الحطام
ومع كل هذة البشاعة
ولكن ستمضى بنا الحياة
بضوء الأمل الذى يخبو
ويحبو فى كثير من الأحيان
وبعد حين سيتلاشى
وتملأ الأقذار العالم
يوم آخر
تحطمت فيه القلوب
وتشوهت فيه السعادة
واتشح الهواء بالسواد
ولفظ الحب أنفاسه الأخيرة
تاركا الدهشة على الوجوه المجعدة
و شطرت الضحكات
وماتت البسمات
وتوردت الوجوه بنضارة الموت
فقد غشى المكان
غشى القلوب المطعونة
و الأبدان المنهكة
كم كان الخبر قاسيا
خبر انتصار الموت و موت الحب
آآه
كم أشعر بالعجز
كم أشعر بقسوة الفراق
وصارت أكفان الأحزان تلفنى من جديد
و انتصر على وحش الوحدة و الضجر
و أصبح قلبى فراغ
خواء
صحراء جدباء
ولكن
لا سبيل الى الخلاص
أو الفرار
فلقد قدرت لى الأحزان
يوم آخر
تجرعت فيه الألم
ونقطة الأمل باتت أبعد
كضوء قنديل فى مسجد عتيق
ماذا تقولين يا فتاة؟
استسلام و انهيار؟
ثورة و بكاء؟
وماذا بعد الضياع؟
فتلمسى بقعة الضوء يا فتاة
ومدى الى قلبك العون
عله يرتاح
عله يشتاق من جديد
ليحزن من جديد
على حب ضاع
وأطلقى لقلبك العنان
ودعيه يموج فى البحار الهادئة
أو دعيه يرتع فى الحقول الخضراء
وجددى النشاط
وانزعى عنك ملابس الحداد
وانفضى الضجر عن الوجدان
واتركى قلبك يفيض إلى عالم الروحانيات
ليطير فى الفضاء الواسع
يودع الأسقام
يودع الجروح الغائرة
يودع الأحزان
يمد الخطى الى عالم الشفاء
عالم بلا أوجاع.. بلا عناء
لتمنحى يومك ميلادا جديدا

ليست هناك تعليقات: