الجمعة

أنا فى حداد



أنا فى حداد

وطنى أصبح سواد

ركام

أصبح هشيما تذروه الرياح

وطنى فراغ

ضاق بالأبناء

أما أنا فسألبس السواد

حتى الممات

فلتذهب العروبة الى الجحيم

والوطنية و الأوطان

فلم يعد للشرفاء مكان

لما لا ترحلون اذا؟

لما لا تلبسون الأكفان؟

***

أبدان مغلفة بالأحزان

وسيوف على رقاب العباد

تعذيب و اضطهاد

وضحكات رغم الصعاب

ورضينا بالهوان

وضاعت الأجيال

على مذبح التعديلات

فلا حرية و لا آمال

وضاقت بنا الحياة

وسقط الشريف والفاسد فى نفس الحفرة المظلمة

وتعالت فجأة أصوات النواح

على مسرح الوطن الهزلى

وشخوص تلقى ما فى جعبتها

استفتاء هنا و هناك

حواة تفننوا فى التغييب و التعذيب

ووطن يمشى بدستور أعرج

بما تنفعنا هذة المواد؟

أتزيد فى الرزق؟

أتحقق الأحلام؟

أم تكسر الرقاب؟

و تهين الأبدان؟

***

أسمع بلادى بلادى

فكيف أعطى لك حبى و فؤادى؟

و أنا ضحية الحواة و الترزية

حقوقى مغتصبة

حقوقى فى قبضة الطغاة

أصبحنا تحت رحمة القساة

وعرضنا مشاع

يطأه الجميع بلا استحياء

وعيون تراقب

وأناس تنتظر الهفوات

و يحاسب الصغار الضعاف

و تنطلق الحيتان فى الماء

دون خجل ..دون وخز ضمير

وحزب ينشر الأكاذيب

فى أنحاء البلاد

نفسى محاطة بالفساد

وقلبى منفطر على أناس

رضوا بالذل و الهوان

فنوحوا أو لا تنوحوا

فقد ولى زمن البطولات

***

و أرانى فى الميدان

وسط عرس المجد

وعرابى فوق الحصان

شاهرا السيف بكل اباء

فى وجه من خان

لقد خلقنا الله أحرار

و لم يخلقنا تراثا وعقار

زمن ولى و فات

فلتأتى أيها البطل الهمام

فقد استعبدنا الآن

وضاعت المحروسة

وأصبح الوطن أشلاء

وأصبحنا صم بكم وعميان

أصرخ وأقول

أصبحنا تحت رحمة الأسياد

و لا حراك

قلت: فقدنا الأمان

و الاحترام

و لا حراك

قلت : وضع الوطن دستور ممسوخ

دستور مشوه معاب

و لا حراك

فلا مفر اذا من سنوات عجاف

فقد ماتت البقرات السمان

وحل زمن البؤس

و سيصبح عمرنا يبس

فهل من خلاص ؟

هل من خلاص؟


ليست هناك تعليقات: