الجمعة

غربة وحنين

أشعر بشوق غريب إلى وطنى رغم أنى أعيش فيه. وأشعر بوحدة قاتلة فتاكة. فقدت معانى الوطنية منذ فترة طويلة. وأشعر أن الوطن صار قبرا يضيق على أكثر و أكثر. أيعاقبنا الوطن على ما اقترفناه فى حقه؟ وماذا نفعل لكى ننجو بأبداننا ونبلغ بر الأمان؟ عندما كنت أسمع الأغانى الوطنية القديمة التى تلهب حماسة الجميع، أتعجب الآن من أنها لا تلهب حماستى
أين ضاعت هويتى؟
وأشعر أيضا بأسى يعتصرنى. أخذتنا الدوامة بعيدا وانقلبت الموازين واختلت المعايير
فلننعى أنفسنا من الآن
ولننعى الوطنية
صرت ممكن كفروا بالعروبة
وبالوطنية و بالأوطان
ولا أستغرب ممن يبيعون وطنهم مقابل أموال
أحمد شوقى
أشاطرك مشاعر الفقد والغربة والحنين . ذقت مرارة النفى والهجر. وكلنا نذوقها الآن. فماذا تفعل الأجيال القادمة البائسة وهى ترث السواد تلو السواد؟؟
الأندلسيات
إختلاف النهار والليل ينسى
إذكرا لى الصبا وأيام أنسى
وصفا لى ملاوة من شباب
صورت من تصورات ومس
عصفت كالصبا اللعوب ومرت
سنة حلوة و لذة خلس
وسلا مصر، هل سلا القلب عنها
أو أسى جرحه الزمان المؤسى
كلما مرت الليالى عليه رق
والعهد فى الليالى تقسى
مستطار اذا البواخر رنت
أول الليل أو عوت بعد جرس
راهب فى الضلوع للسفن فطن
كلما ثرن شاعهن بنقس
يا ابنة اليم ما أبوك بخيل
ما له مولع بمنع وحبس؟
أحرام على بلابله الدوح
حلال للطير من كل جنس؟
كل دار أحق بالأهل إلا فى
خبيث من المذاهب رجس
نفسى مرجل وقلبى شراع
بهما الدموع سيرى و ارسى
واجعلي وجهك (الفنار) ومجراك يد (الثغر) بين (رمل) و(مكس
وطنى لو شغلت بالخلد عنه
نازعتنى اليه فى الخلد نفسى
وهفا بالفؤاد فى سلسبيل
ظمأ للسواد من عين شمس
شهد الله لم يغب عن جفوني شخصه ساعة ولم يخل حسي
قيلت هذه القصيدة محاكاة لسينية البحتري: صنت نفس عما يدنس نفسي وترفعت عن جداً كل جبس

ليست هناك تعليقات: