السبت

أبى.. شعور

يتلفت كثيرا. يريد أن يعرف أين هو بالتحديد. سماء غائمة. رمادية اللون. أضواء تظهر منها و تختفى فجأة. أناس يبدو عليهم التعب. عيون كليلة. أجساد واهنة. لديهم جميعا نفس الهدف. ونفس العلة. و أخرون داخل بيوت قديمة. آيلة للسقوط. طراز معمارى غريب الشكل. ورغم كل هذا الغرابة. أشم رائحة أعرفها جيدا. أشعر بألفة وبراحة بعد اعياء. أنا فى بيتى القديم. أشاهد نفسى طفلا. ألعب بسعادة. لم تترك الأحزان آثارها العميقة بعد. أكبر فجأة و أجد أمى تحضر لى شنطة السفر. أسألها: ماذا تفعلين؟ قالت: ستسافر. أنظر لها بدهشة عقدت لسانى. أسافر أين؟ أخذ منها الشنطة مبهوتا. أحمل متاعى و أمشى دون هدف. أرى نفسى فى ساحة المعركة. صراخ. أوجاع. اصابات. جروح غائرة. أقول:جروح الجسد أهون. أجدها تتوكأ على عصاها بعيدا. أشم رائحتها الزكية. أقول: شابة هكذا و تتوكأ على عصاة!! أهرول نحوها. تهرب منى. أشعر بألام غير محتملة. كلما ازدادت بعدا كلما زاد شعورى بالألم. أوجاع غير محتملة. لا أتنفس. أشعر بخفة . تحمل جسدى و تهزه بشدة. أسمع صوتها يأتى متقطعا. أصحو خائفا. ضاع الألم. أصبحت نشيطا. ولكن أشعر بكآبة. أتلفت حولى. نفس الكائنات. نفس البيوت الغريبة. وأجدها تلوح لى من بعيد وقد عزا الشيب رأسها ونال الوهن من جسدها وتقول بصوتها المميز: تعافى سريعا

ليست هناك تعليقات: