السبت

أموات


دموع البشر

تنزل على الوجوه الحزينة

فتكسو الجلد الخشن

فيبدو للحظة هلامى

مشوه.. بلا معالم

دموع

كدموع السماء الجليلة

تمسك بتلابيب زجاج الغرفة

لتتمكن من الحياة

قبل الذوبان والفناء

وتحيل الأرض طينا

و أوراق الشجر المرتعشة

ترتجف من ضمة الشتاء القاسية

والغيوم تصافح السماء

بشرا

ينزفون دموعا مرة

يتحدثون عن أخطائهم

عن همومهم

ويلقون بها على أرصفة النسيان

ويدوسون عليها بأحذيتهم الموحلة

علهم يقضون عليها تماما

أو يدهسون الذكريات الموحشة

وأجد نفسى أبكى و لا أبكى

ليت الجميع يشعر ببكاء أعماقى

وترتسم ابتسامات واهنة

على الشفاه المشقوقة

لكن من جديد

يتوارون داخل أنفسهم

كل يفكر فى الآتى

فى المجهول الغامض

بشر

كل يحمل على كاهله فكرة

ورغبات قديمة مكبوتة

فتسود الوجوه من القهر

ويجرون ذيول الأسى و اللوعة

فتتضآل أجسادهم

وينزون آخر النهار

داخل كتل متآكلة

تسمى بيوتا

يعتصرهم الألم المشين

والصمت الفاجر

هل يعقل أن يكون للصمت أشكال عدة؟

وهل يزيد الخوف من تشوهات الضمير؟

ويتذكرون تلك الأيام الدافئة

أيام الذوبان فى معبد الكرامة

وها هم يرتكبون الخطأ ذاته

التقوقع ذاته

ها هم يركنون إلى الفراغ

ها هم يبنون شواهد قبورهم

ويمزقون شهادات الميلاد

ويطمسون الحياة

ويتطلعون إلى السماء الدامعة بشىء من الخيبة

آملين ببعض الغفران

هل هناك عقاب أقسى من هذا العقاب؟

ورغم المسافات التى قطعوها

لازال الطريق طويلا

ولم يلح بعد فى الأفق بحر الحرية

الحبيس

هل هناك أبعد من الصراخ والأنين؟

ولازالت السماء تزرف

دموع الوداع

وتعلن نهاية الشفقة على البشر

وفشلت مهمة القطرات

فى البقاء على قيد الحياة

وفى افاقتهم من السبات العميق

ومن الضياع فى هذا التيه

وفشلت مساعى البعث من الرقاد

وتحولت الأجساد إلى جثث هامدة عطنة

وغابت عن الوجوه الدماء

ونسيت الأعين اللون الأحمر القانى

فمن اذا يطلق لواء الحق وينطق الأفواه؟؟

ليست هناك تعليقات: