الاثنين

ليه بس كده يا مصر



رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا

الحرية لعبد المنعم محمود
ويا ريت كل الاخوان زي منعم
التقيته للمرة الأولى في يونيو 2005 حيث قمت بترجمة لقاء أجرته معه قناة بي بي اس. رأيته بعدها مرات عدة في مظاهرات ومؤتمرات متعددة الهوية وان جمعتها معارضة النظام، ولكن لم نتبادل حديثا قط. بدون اتفاق مسبق لعب الموبايل الدور الأكبر في بناء الثقة بيننا. لم يكن منعم قد بدأ التدوين بعد. أبعث اليه رسائل قصيرة عبر الموبايل عن آخر الاعتقالات ومؤتمرات كفاية، فيقوم بنشرها دون أن أطلب منه. وبالعكس، يوافيني برسائل قصيرة عن أخبار اعتقالات الاخوان فأعيد ارسالها الى هواتف النشطاء والاعلاميين والحقوقيين دون أن أقول له شيئا. وبالطبع لا أسلم من الانتقاد - لماذا تروجين للاخوان من هاتفك المحمول؟ هل جننتِ؟
ظلت علاقتنا هكذا عملية، مخلصة، غير مباشرة.. ولكن مع الوقت، والانتخابات الرئاسية ثم البرلمانية، وصدامنا - كل في طريقه - مع قوات وأجهزة أمن النظام، نما لدي احساس أن منعم هو “جيلي“.. يمثل مصر قدر ما أمثلها.. وأن له في قلبي مكان خالد عبد الحميد أو شرقاوي رغم أني لا أعرفه عن قرب.. وحين تم اعتقاله في مارس 2006 وجدتني أبكي.. ظللت على اتصال بزميلته ايمان عبد المنعم التي وافتني أخباره أثناء الاعتقال.. من أصعب المواقف التي مرت بي حينها اجراء مقابلة صحفية حول جماعة الاخوان مع لواء أمن الدولة السابق فؤاد علام في بيته بالمهندسين.. من الصعب جدا أن تلتزم الموضوعية - وليس الحياد - وتخفي مشاعرك أمام اللواء فؤاد علام وهو يتحدث عن التنظيم الارهابي السري للاخوان وخطرهم على أمن المواطنين بينما عبد المنعم محمود، الواد الاسكندراني المصري الجدع أبو مخ نضيف، في السجن
ذات مساء بينما أقود سيارتي في ميدان التحرير دق هاتفي برقم مجهول.. عادة لا أرد في مثل هذه الظروف ولكنه ما حدث.. جائني صوته قويا مبتهجا “أنا خرجت من السجن النهاردة ومن هنا ورايح دي هتبقى نمرتي، سجليها عندك.. هأسافر اسكندرية دلوقتي أطمن أهلي وأطمن عليهم وأرجع مصر (القاهرة) بعد بكرة”.. صرخت من الفرحة وبعدما قفلت السكة بكيت.. شاب أطلق سراحه منذ ساعات قليلة سيرى أهله مدة 48 ساعة فقط ويعود لدوره في التنظيم.. مش محتاج وقت.. مش محتاج يفكر.. مش محتاج يراجع نفسه.. وفي نفس الوقت مش دجمة، مش مغيب، مش جزء من القطيع.. صوته فرحان، مطمئن، وبخير.. تمنيت نفس الثبات والهدوء والوضوح للشباب الليبرالي والقومي واليساري والفرط
أنا إخوان
بدأ منعم التدوين في اكتوبر 2006.. عنوان مدونته جاء صادما، عنيدا، معترفا بتهمته الأزليه فخورا بها.. ذكرني بمشهد اعتقال نبيلة عبيد في فيلم الراقصة والسياسي حين قررت الراقصة نشر مذكراتها لفضح الفساد السياسي في مصر فلفقت لها أجهزة الأمن تهمة ارتداء بدلة رقص فاضحة.. لحظة القبض عليها قال لها الضابط “مش تخشي الكباريه تغيري هدومك يا مدام؟” ردت “لأ يا باشا أنا أحب أفضل لابسة التهمة بتاعتي” ن
في “أنا اخوان” أثبت منعم أن الاخوان ليسوا مجرد أرقاما تكتب وتردد بجوار كلمة “معتقل”.. رأينا من خلاله جيلا من الاخوان، اختلفنا معهم أو اتفقنا ولكننا رأيناهم لأول مرة كأفراد.. يتحدثون عن مشاكلهم ورؤيتهم ويختلفون مع بعضهم وينتقدون مسئوليهم وقياداتهم كما ننتقد نحن بيانات كفاية أحيانا ونختلف مع قياداتها.. وبدأ الاخوان في التدوين، والتعليق، والرد.. ولعل من أفضل ما كُتب هنا مقال مارك لينش الذي نشر في الجارديان تحت عنوان اخوان التدوين
نقلا عن: نورا يونس www.norayounis.com

ليست هناك تعليقات: